الأربعاء 15 مايو 2024

واسيني الأعرج: قرأت ما يزيد عن 400 كتاب ووثيقة قبل كتابة روايتي "الأمير"

ⓒ 20943-4833

أكد عدد من الأدباء والروائيين أن الإفصاح عن مصادر إلهامهم قد لا تكون في أحيان كثيرة مهمة للقارئ، خاصة أن الكتب تختلف في مضمونها، فبعضها يكون واقعياً وبعضها الآخر خيالياً، إلى جانب اختلافها في أسلوب المعالجة والطرح، والذي يكشف عن مدى تمرس الكاتب نفسه.
جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان “ابتكارات مصادر الكتابة الروائية” التي أقيمت على هامش فعاليات الدورة الـ 35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وشارك فيها كل من الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والروائي الصربي ڤلاديسلاڤ باچاك، والأديب الإماراتي ناصر الظاهري، حيث تحدث كل واحد منهم عن تجربته الخاصة، وعن الطريقة التي مكنته من إنجاز أعماله الأدبية.
خلال مداخلته في الندوة التي أدارها إسلام أبو شكير، رداً على سؤال هل يستطيع المبدع أن يكشف عن مصادره، أم لا، قال واسيني الأعرج إن “الكاتب يكتب بالدرجة الأولى، من واقع الحياة، وأحياناً يكون هذا الواقع مرتبطاً بمعاناته وحياته الخاصة، وأحياناً يستفيد منها في عملية التأليف، ومن جهتي أعتبر أن الكشف عن المصادر أحياناً كثيرة قد لا يكون مهماً بالنسبة للقارئ، ولكن على الكاتب أن يسيطر على المساحة التي ينشأ فيها نصه”، وضرب الأعرج في ذلك مثلاً روايته “الأمير” والتي قال عنها: “عندما كتبت رواية “الأمير” قرأت الكثير من الكتب التاريخية والمخطوطات والوثائق، التي أرخت لعبد القادر الجزائري، تجاوزت فيها 400 كتاب ووثيقة، لدرجة أنني أصبحت في عزلة عن محيطي، والسبب أنني كنت أتطلع إلى كتابة شيء ما عن عبد القادر الجزائري، وقد لفت نظري خلال فترة البحث والقراءة أن هناك كتب كثيرة وضخمة لعسكريين فرنسيين عاشوا في فترة عبد القادر الجزائري، كما اكتشفت أن معظم هذه الكتب مكررة عن بعضها البعض، ولكثرة البحث توصلت إلى قناعة أنني لن أكتب شيئاً جديداً عن عبد القادر، وبالتالي قررت التوقف لمدة 6 أشهر، حتى وصلني كتاب من صديق فرنسي بعنوان “الأقدام السوداء” والذي أعادني إلى شغف البحث والقراءة من جديد”.
من جانبه، أشار ناصر الظاهري إلى أن الكتاب والروائيين لديهم عادة مكونات أساسية من الصلصال والطين، وهى تقوم على مرتكزات أربع، أولها أن هذا الكاتب هو طفل مشاغب كلما كبر، كلما زادت مشاكسته مع البيئة المحيطة به، وثانيها هي القراءات الأولى التي تبنى لدى الكاتب المخزون الثقافي والمعرفي، أما الثالث فهو الأسفار الخارجية التي تعد رحلة إلى الدهشة واكتشاف متعة الأشياء، حيث يمكن السفر الكاتب من اكتشاف مدن العالم، وهناك السفر الداخلي وهو الأصعب بالنسبة للكاتب، حيث يفرض عليه طرح العديد من الأسئلة على نفسه التي من شأنها أن تحفزه للكتابة، في حين أن المرتكز الرابع يتمثل في الشخوص التي يمر بها الكاتب وتؤثر في حياته، والتي أعتقد أنه لا يجب أن تسقط أبداً من ذاكرته”، في حين انطلق ڤلاديسلاڤ باچاك في حديثه من واقع تجربته الشخصية التي قادته إلى تأليف 7 روايات مختلفة، حيث قال: “أفهم جيداً أن النقطة الأساسية في هذا الموضوع تقع بين الخيال والواقع، إلا أن التجربة الشخصية تلعب دوراً مهماً في هذا الموضوع، وخلال مسيرتي اختبرت ثلاث مجالات في كتابة الرواية.
وتطرق باجاك إلى واحدة من رواياته التي صنفت على أساس أنها “بيوغرافيه” (سيرة ذاتيه) حيث يروى فيها حياة إحدى الشخصيات الصربية التي عاشت في القرن التاسع عشر، ولم يكن قادراً على إنقاذ بلاده الأمر الذى اضطره للسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية والإقامة فيها. ونوه إلى أنه اعتمد في بعض رواياته على الأرشيف العثماني التاريخي، وقال: “اعتقد أنه عندما ندرس التاريخ تتكشف لنا العديد من الأشياء ونفهم ما يجرى حولنا”.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top