الأربعاء 15 مايو 2024

الممثل القدير إبراهيم رزوق لـ''الإخبارية'': الممثل الجزائري لا يمتلك ثقافة الأجندة التي تضبط مخطط مشاريعه الفنية السنوية

ⓒ 20886-9416

كشف الممثل الجزائري إبراهيم رزوق في حوار خص به يومية ”الإخبارية” عن الأسباب التي أدت إلى عزوف الجمهور عن قاعات العروض المسرحية، كما تطرق للمشاركة الجزائرية في مهرجان مسرح الهواة المقام مؤخرا بنابل التونسية.

ـ أصبحت شخصية فنية مرموقة ومحبوبة بشهادة الجميع… ما السر في ذلك؟

ربما أنت والجمهور والنقاد ترون ذلك، أما أنا فأرى نفسي شخصا عاديا، أسعى دوما إلى تقديم الأفضل، وأعكف دوما على إيصال رسالتي الفنية لجمهوري بصدق، وإذا كان هذا هو رأي الأغلبية في مسيرتي عبر أعمالي الإذاعية والتلفزيونية، فتلكم شهادة اعتز بها كثيرا.

ـ لديك أعمال فنية إذاعية وتلفزيونية غزيرة.. أين تجد نفسك أكثر؟

وجدت راحتي في كل أعمالي الفنية على أثير الإذاعة وكل مسلسلاتي التلفزيونية، لكن يبقى حبي وعشقي للمسرح الإذاعي أكبر.

ـ هل تستشعر الدور الاجتماعي الايجابي الذي تلعبه المسلسلات الإذاعية التي تؤديها بامتياز رفقة فنانين آخرين؟

المسرح الإذاعي مدرسة بحد ذاتها، وهي الأحب إلى قلبي، الأعمال الإذاعية استطاعت أن تغرس في أذهان المستمعين كل ما هو جميل، حيث تذهب بمخيلتهم إلى الشعور بأنهم يعايشون القضية المطروحة في العمل، سواء كان العمل دراميا أو فكاهيا، دون رؤية الشخصيات أو الديكور أو اللباس، كل منهم يتخيل الشخصية والأحداث كيفما يشاء، وقد أدى العمل المسرحي الإذاعي إلى الارتقاء بذوق المستمع، وأصدقك القول إنني اندهشت في يوم من الأيام وأنا أزور ولاية الجلفة، وإذ بأحد الجالسين في إحدى المقاهي الشعبية يناديني باسمي، فظننته تعرف علي من خلال مسلسلاتي التلفزيونية، لكنه باغتني باطلاعه الدقيق على كل أعمالي الإذاعية، حيث يواظب على تتبع الروايات والسكاتشات خصوصا الناطقة بالعربية، وهنا تكمن قيمة أعمالنا الإذاعية الهادفة.

ـ حظيت مؤخرا بدعوة رسمية كضيف شرف من منظمي المهرجان المغاربي لمسرح الهواة المقام بنابل التونسية؟

حظيت بشرف دعوتي المرسلة من طرف مدير المهرجان السيد فوزي بن إبراهيم، والمستشار الفني للتظاهرة المخرج عماد الوسلاتي، اللذين جمعني بهما لقاء مسبق في العام الماضي بوادي سوف، أين جرت فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان ذاته، وكنت حينها عضوا في لجنة التحكيم، وهنالك قدما لي الدعوة وانتهز الفرصة عبر منبركم لأشكرهما، وأشكر أيضا صديقاي المخرج نبيل مسعي و فتحي صحراوي و الممثل احمد عمراني، اللذين بفضلهم تكونت ملامح تعارفي مع إخواني التونسيين، وذاك شرف لي  في أن أكون سفيرا لبلدي الجزائر في محفل ثقافي مغاربي، وبالضرورة التقي بعمالقة الفن بحجم الأستاذ بن إبراهيم المونجي والفنانة المسرحية نورة العرفاوي.

ـ ما تقييمك للمشاركة الجزائرية في هذا المهرجان المغاربي؟

المشاركة الجزائرية كانت في مستوى الحدث، وشرفت الوطن بالعمل المسرحي الذي شاركت به، وخير دليل على ما أقول هو استحقاق التتويج بجائزتين للعرض المسرحي- أنا والمارشال-، وهو العمل الذي جسد احترافية كبيرة في تصور المخرج الرائع سعيد بو عبد الله، وفخر للجزائر أن يحظى العرض بجائزة أحسن إخراج وجائزة أحسن دور رجالي للكوميدي فؤاد بن دوبابة.

ـ وكيف كان مستوى المهرجان المغاربي عموما؟

مهرجان المسرح المغاربي للهواة هو فرصة لتلاقي أبناء المغرب العربي، البساطة في التنظيم جعلته ناجحا و مستوفيا لشروط الإقناع إلى أبعد الحدود، من خلال قوة العروض واحترافيتها، بالنظر لما عايناه في اغلب العروض الراقية، على غرار العرض الجزائري والمغربي والتونسي، مع التأكيد على أن بعض العروض الأخرى كانت متوسطة.المهرجان سمح لكل الأعضاء التواصل وتجاذب أطراف الحديث حول واقع المسرح العربي، وما أعجبني أيضا تلك التوصيات التي خرج بها المهرجان، والتي تمنع إقحام بعض الفرق المحترفة، حتى يتسن للهواة مغازلة الركح المسرحي من حيث المشاركة و حتى المنافسة.

ـ ما سبب عزوف الجمهور برأيك عن قاعات العروض المسرحية بالجزائر؟

مشكل عزوف الجمهور يكمن في عدم الاحترافية في تسيير المسرح أولا، فلا يعقل أن ننتج عملا مسرحيا ثم يعرض خمسة أو ست مرات ليرمى به بعدها في الدهاليز، بالإضافة إلى عامل التطفل على المسرح، حيث تجد أشخاصا دخلاء على المسرح بقدرة قادر يصبحون مخرجين وممثلين وسينوغرافيين وكتاب نصوص مسرحية، علاوة على الإشهار الذي من خلاله نستطيع استقطاب الجمهور، فالبلدان المتقدمة تراهن على دور القنوات الخاصة والجرائد في ربط المتلقي برزنامة البرنامج المسرحي السنوي، وحتى الموسيقى والأوبرا وغيرها من الفنون، ليضبط العاشق للثقافة عقارب ساعته على الحدث في زمانه و مكانه، مع الإشارة إلى أن برمجة النشاط المسرحي السنوي عندنا ضرب من الخيال.

ـ هل من مشاريع تلفزيونية تلوح في الأفق؟

ليست لدي مشاريع، ولكن كانت لي مشاركة في مسلسلين تلفزيونيين قبل حلول شهر رمضان، الأول بعنوان – سانسى وأعود- والثاني ـ دشرة زاكي -، ولم يتم بثهما لمشكل البرمجة على ما يبدو،بصراحة لا يمكنني الحديث عن مشاريعي، فالفنان الجزائري عموما لا يملك ثقافة الأجندة التي تسير مخطط مشاريعه الفنية.

ـ كلمة أخيرة: شكرا أخي على الاستضافة وشكرا لـ”الإخبارية” وطاقمها المثابر، أتمنى لكم النجاح في مهامكم وتحية تقدير ومحبة للجمهور الكريم.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top