الجمعة 03 مايو 2024

تحرك “عدائي” جديد للإمارات من البوابة الاقتصادية

تحرك

مخططات أبو ظبي التخريبية وتحركاتها العدائية تجاه الجزائر تعدت الجانب السياسي إلى الاقتصادي

ⓒ ح.م
  • مساع إماراتية للاستحواذ على أهم شركة غاز إسبانية

يبدو أن مخططات أبو ظبي التخريبية في المنطقة، والتحرك العدائي تجاه الجزائر لم تعد تقتصر فقط على الجانب السياسي، بل وصل للجانب الاقتصادي، الأمر الذي جسده سعيها للاستحواذ على شركة الغاز الإسبانية “ناتورجي” الذي تعد شريكة استراتيجيا للجزائر وتمتلك عقود ومشاريع ضخمة معها.

ونقلت صحيفة “الكونفيدونسيال ديجيتال” الإسبانية، أن شركة أبو ظبي للطاقة، التي تسيطر عليها “أبو ظبي التنموية القابضة” بنسبة 90 بالمائة، تدرس إطلاق عرض استحواذ على 100 بالمائة من أصول شركة الغاز الإسبانية “ناتورجي”.

وتابعة الصحيفة الإسبانية أن الإماراتيين شرعوا في اتصالاتهم مع المساهمين الرئيسيين في الشركة التي يرأسها فرانسيسكو رينيس، مشيرة إلى أنه ورغم ذلك إلا أن الكلمة الأخيرة بهذا الخصوص ستكون للحكومة الإسبانية.

ونقلت “الكونفيدانسيال ديجيتال” عن مصادر مطلعة اهتمام الرباط بمساعي أبو ظبي للإستحواذ على الشركة الإسبانية، نظرا للأهمية التي أصبح يكتسيها الغاز لدى المغرب، في ظل إغلاق الجزائر لأنبوبها المار عبرها.

ويضيف المصدر ذاته أن ناتورجي ترتبط بعقود ضخمة وطويلة الأجل مع شركة “سونطراك” عملاق النفط والغاز، الذي تسيطر عليه الدولة الجزائرية، والتي تعد شريكا استراتيجيا لشركة “ناتورجي” ومساهما فيها بنسبة 4 بالمائة.

كما أبرزت الصحيفة أن تحالف الشركتين يتضمن أيضا بعض مشاريع البنية التحتية الرئيسية للإمدادات، حيث تتقاسم ناتورجي وسوناطراك 50% من ملكية مدغاز، خط أنابيب الغاز الذي يربط الجزائر وإسبانيا لتزويد هذه المواد الخام عبر البحر الأبيض المتوسط.

وأكدت الصحيفة الإسبانية على أن مدريد سيكون عليها إعطاء ترخيصها للعملية، دون تعريض أمن الإمدادات الوطنية للخطر، خصوصا وأن الجزائر توفر ثلثي احتياجات الغاز الإسباني، مشيرة إلى أنها تعي أيضا وجود أزمة دبلوماسية بين الجزائر وأبو ظبي، وهو ما يعقد أكثر الأمور.

ويأتي التخوف الإسباني مدعوما بتهديدات سابقة للجزائر، تتعلق بإمكانية  فسخ عقود توريد الغاز الموقعة مع الشركات الإسبانية إذا اكتشفت أن جزءًا من الغاز سيعاد بيعه في نهاية المطاف إلى المغرب، الأمر الذي دفع مدريد لنفي عزمها توجيه أي كمية من غاز الجزائر للرباط.

وحسب “الكونفيدونسيال ديجيتال” فإنه يمكن للمجموعة الإماراتية الاستحواذ على ما يصل إلى 54% من Naturgy، من خلال عرض الاستحواذ الذي تم إطلاقه على 100% من رأس المال.

وسيكون السؤال المطروح في حال نجاح أبو ظبي في أقناع الإسبان بعرضها، هو مصير استثمارات الشركة الإسبانية وأصولها في الجزائر، وفيما إذا كانت الجزائر سترفض استحواذ الإماراتيين على أصول الشركة الإسبانية بالجزائر واستخدام حق الشفعة للحصول عليها.

ولن تخاطر الجزائر في ظل الوضع الجيوسياسي، والتحركات المريبة للإمارات على جميع الأصعدة لمحاولة ضرب مصالحها في جعلها تتغلغل في أحد أهم القطاعات الاقتصادية للجزائر وعصبها الطاقوي.

وفي ذات السياق توقعت صحيفة “الكونفيدونسيال” الإسبانية أن تحاول الجزائر حتى التأثير على مساعي الإماراتيين للاستحواذ على “ناتورجي” باعتبار أن الجزائر تعد شريكا استراتيجيا لإسبانيا في مجال الغاز، ومساهما في الشركة الإسبانية للغاز.

ورغم أن القيادة العليا للجزائر لم تذكر مباشرة الإمارات، إلا أن كل الأدلة تؤكد أنها هي الدولة المقصودة، ببيان المجلس الأعلى للأمن شهر جانفي الماضي، وكذا كلام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في آخر لقاء إعلامي له، والذي أكد خلاله على أن صبر الجزائر بدأ ينفذ من التحركات العدائية التي تقوم بها، مشددا على أن الجزائر لن تركع.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top