السبت 11 مايو 2024

“بلينكن غايت”

بلينكن غايت

بلينكن لم يفعل شيئًا غير أن كرر ما قاله مسؤولون صهاينة كبار بعد اندلاع الحرب في غزة

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

أعتقد أن تصريحات الوزير اليهودي لأمريكا أنتوني بلينكن، خلال كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن مؤخرا، فضيحة من العيار الثقيل، لم يقم الإعلام بتغطيتها كما يجب، فلقد فجر برأيي فضيحة كبرى يمكن أن نسميها دون أدنى حرج “بلينكن غايت”، على غرار فضيحة “إيران غايت” مثلا، وهو الذي قال بكل صراحة ووضوح في خضم الحرب الوحشية للكيان الصهيوني ضد أطفال غزة ونسائها، أن جميع الدول العربية تقريبا تريد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأن جميعها تقريبا، تريد دمج هذا الكيان “السرطاني” في المنطقة العربية، مستدركا (إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل)، وأن هذا التطبيع الذي يريده العرب جميعا “تقريبا” سيشمل “ضمانات والتزامات أمنية” لإسرائيل، بما يجعلها بطبيعة الحال مدللة المنطقة، والدولة غير القابلة للمساس أو الأذى ولو بشق كلمة، في مقابل إنشاء “دولة فلسطينية مسخ” لن تكون فقط منزوعة السلاح كما يريد النظام المصري، وإنما ستكون أسوأ من دولة عباس، تقوم على مبدأ حماية الصهاينة وقتل كل فلسطيني مقاوم.

الفايدة:

أن بلينكن لم يفعل شيئا، غير أن كرر ما قاله مسؤولون صهاينة كبار بعد اندلاع الحرب في غزة، والذين أكدوا فيها أن رسائل الزعماء العرب لنتنياهو وباقي وزراء حكومته، تتلخص في دعمهم المطلق لجيش الكيان في حربه ضد الفلسطينيين، وأنهم أكثر الجهات إصرارا على تدمير حماس، مع استعدادهم لدعم تلك الحرب بما يلزم من مال وسلاح أيضا.

والحاصول:

يبدو أن العرب في طريقهم لتقديم جائزة كبرى للكيان الصهيوني الغاصب تكريما له على تقتيل الشعب الفلسطيني بكل هذه الهمجية غير المسبوقة، وهم الآن على أحر من الجمر لاحتضان المجرمين الغاصبين احتضان العاشق الولهان، ولا ينتظرون في واقع الأمر سوى تحرك قاطرة السعودية، وتخلص الكيان من عدوهم الأبدي حماس والمقاومة وكل ما له علاقة بالرجولة في هذه الأمة.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top