السبت 04 مايو 2024

قلق إسباني من استحواذ الإمارات على شركة “ناتورجي”

إسباني

مساعي أبو ظبي للاستحواذ على شركة "ناتورجي" الغازية تثير "الارتياب" على المستوى الإسباني

ⓒ ح.م
  • تأكيدات على حفاظ مدريد على مصالحها الاستراتيجية

لا تزال مساعي أبو ظبي للاستحواذ على شركة “ناتورجي” الغازية تثير “الارتياب” على المستوى الإسباني، رسميا وإعلاميا، حيث تسعى إسبانيا لضمان الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية، وعلى رأسها الحفاظ على علاقات جيدة مع الجزائر أهم ممون غازي لها.

وتناول الإعلام الإسباني القضية باستفاضة، خصوصا في ما يتعلق بجوانبها السياسية، في ظل التداخل الكبير للتوجهات الاقتصادية والسياسية فيها، حيث تفكر إسبانيا في موقف الجزائر باعتبارها شريكا استراتيجيا في الغاز، ومساهما في الشركة، كما تضع جانبا المساعي المغربية التي تريد الاستفادة من الصفقة وحليفها الإماراتي.

وفي هذا السياق، وصفت صحيفة “إل كونفيدينسيال ديجيتال” الصفقة بـ”المناورة” التي تتضمن أهدافا مغربية حيث تسعى الرباط من خلالها للوصول على الغاز الجزائري بطرق ملتوية، مشيرة إلى أن الحكومة الإسبانية تدرك أن الصفقة تهم المغرب.

وشددت الصحيفة ذاتها أن الرباط تدعم الصفقة أيضا لأنها تسعى لتشديد الصدام بين مدريد والجزائر، في إطار الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، على خلفية دعم حكومة بيدرو سانشيز لأطروحة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية.

كما اتفق الإعلام الإسباني على ضرورة حماية الشركة الإسبانية “الإستراتيجية” من استحواذ إماراتي قد يؤثر على استقلاليتها مستقبلا، خصوصا وأنها تنشط في قطاع استراتيجي يعيش ظرفا حساسا.

ولم تغفل الصحف والقنوات الإسبانية التأكيد على علاقة الجزائر بالصفقة المحتملة، خصوصا وأنها تعد مساهما في “ناتورجي” بنسبة 4 بالمائة، ومرتبطة معها بصفقات إستراتيجية ضخمة، وتتقاسمان أصولا هامة كأنبوب “ميدغاز”، مشيرة إلى أن أي تحرك إسباني خاطئ قد يؤزم العلاقة بين البلدين أكثر.

ومن أجل توضيح الأمور، أكد وزير الاقتصاد والتجارة والأعمال، كارلوس بودي، أن الحكومة لن تكون “ساذجة” وستحمي مصالح البلد، قائلا “لا ينبغي لنا أن نكون ساذجين، علينا أن نحمي مصالحنا الاستراتيجية، بل وأكثر.. يجب أن يكون لدينا هذا العنصر من الاستقلال الاستراتيجي وقطاع الطاقة هو بالتأكيد أحد هذه العناصر”.

وأكد الوزير الإسباني على أن هناك طرقا أخرى لحماية الشركات الإستراتيجية لإسبانيا بخلاف دخول الدولة إلى رأس مالها، مثل ضمان الاستثمارات المستقبلية مع الشركاء أو المساهمين المستقرين.

وقال وزير الاقتصاد والتجارة والأعمال، الأسبوع الماضي، إن “إسبانيا لديها الأدوات اللازمة وعززت اللوائح التي تسمح بالتوازن المثالي بين حماية الشركات الإسبانية والمصالح الاستراتيجية وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر”.

ووافق مجلس الوزراء الإسباني، الثلاثاء، على التوقيع على اتفاقية مع دولة الإمارات العربية المتحدة للتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، والتي اعتبرت كتمهيد أمام دخول الائتلاف العام “طاقة” الإماراتي إلى شركة ناتورجي الإسبانية ناتورجي في إطار عملية إعادة تنظيم مساهمته.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top