كلما حل علينا موسم الحج، تتعالى الأصوات الناعقة والتي تلبس لبوس الفتاوى فيقول أصحابها إن الأموال التي نصرفها على الحج فلسطين أولى بها، حتى أن منهم من يحرم الحج إلى بيت الله الحرام فيقول: إن الأموال التي تذهب إلى السعودية من خلال الحج تعود بالمنفعة والفائدة على “إسرائيل” التي تدمر بها فلسطين شر تدمير!.

إن أصحاب هذه الفتاوى لا علاقة لهم بالدين وهم لا يفرقون بين الفرض والسنة، هم يتباكون على فلسطين وعلى غزة الجريحة ولكننا لم نسمع لهم أي موقف يناصر القضية الفلسطينية أو يندد بالمجازر ضد الإنسانية التي ترتكبها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلية الصهيونية في مدينتي غزة ورفح وفي كل المدن الفلسطينية الأخرى، وعلى الرغم من أن الجهاد من أهم أركان الإسلام فلا أحد منهم يدعو إليه، لأن الجهاد في نظر القوم يعد من الإرهاب بينما جرائم الاحتلال لا يرون فيها أي إرهاب، بل إن الإرهاب في اعتقادهم هو ما تمارسه المقاومة الفلسطينية الباسلة دفاعا عن الأرض والعرض!!..

إن تعطيل فريضة الحج ليس سوى هدم لأحد أهم أركان الدين، فالقوم لا يتباكون على فلسطين بل يريدون تهديم الدين، لقد كان الآباء والأجداد في زمن الاحتلال يحجون ولا أحد أفتى بتوفير أموال الحج من أجل الجهاد، بل إن الجزائريين وهم يحجون إلى مكة كان لابد لهم أن يعرجوا على القدس بل يحجون إلى البيت الأقصى وهم في الطريق إلى البيت الحرام!!!…