السبت 18 مايو 2024

ديناصورات الرياضة

الرياضة

التعبير الرياضي للديناصورات يختفي هو الآخر من وراء إيديولوجية معينة ذات أهداف سياسية ونفعية خاصة بعدما تحولت الرياضة وبالذات كرة القدم إلى ملعب سياسي

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

كثيرا ما كنت أقول عن نفسي إنني أحاول أن أفهم بعض الشيء بالسياسة بحكم التجربة السياسية وحتى التجربة البرلمانية، ولكنني أكثر من مرة كنت أقول إنني لا أفهم أي شيء في الرياضة، وبالضبط في كرة القدم.

لقد سمعت في المقاهي وحتى في استديوهات الشاشات التلفزيونية والإذاعية وقرأت حتى على صفحات الجرائد الورقية وحتى صفحات التواصل الاجتماعي عبارة “الديناصورات”، ولعل الشيء الذي يكون قد جعلني أسترق السمع أو النظر إلى كلمة الديناصورات أن هذه الكلمة قد شاعت في الوسط السياسي والإعلامي في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي وذلك مع بداية التعددية السياسية والتعددية الإعلامية والتي لم تكن في النهاية سوى تعدد أحزاب واحدة وتعدد جرائد واحدة وحتى عندما نكون قد انتقلنا إلى الانفتاح الإعلامي على المستوى السمعي البصري لم تكن سوى تعدد التلفزيون الواحد، ويا حبذا لو نعود إلى ذلك التلفزيون الواحد وإلى تلك الجريدة الواحدة.

لقد كانت كلمة “الديناصورات” تخفي من ورائها كل أشكال الإقصاء والتي كان أصحابها يختفون من وراء إيديولوجية معينة كان من المفروض أنها تكون قد انقرضت مثلما انقرضت الديناصورات.

وعلى ما أعتقد وأرى أن التعبير الرياضي للديناصورات يختفي هو الآخر من وراء إيديولوجية معينة ذات أهداف سياسية ونفعية، خاصة بعدما تحولت الرياضة وبالذات كرة القدم إلى ملعب سياسي، ولعل الرياضة وخاصة كرة القدم قد أصبحت تمارس فيها السياسة أكثر مما تمارس لدى الأحزاب، وللأسف الشديد أن الرياضة تسيّست إلى درجة التسوس ولم تتريض السياسة التي نخرها السوس، لقد أصبحت رياضتنا سياسة وسياستنا رياضة.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top