الجمعة 26 أبريل 2024

الرد الإيراني

إيران

إيران مضطرة هذه المرة للرد على الضربة التي تعرضت لها قنصليتها في دمشق

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

من الواضح أن إيران مضطرة هذه المرة للرد على الضربة التي تعرضت لها قنصليتها في دمشق، وأدت إلى مقتل سبعة من قيادات الحرس الثوري الكبيرة بينها قائد قوة القدس في سوريا ولبنان في حرس الثورة، محمد رضا زاهدي، وأنها هذه المرة لن تكتفي بردود شكلية على غرار الرد الذي أعقب مقتل قاسم سليماني، إلا أن الرد الإيراني مع ذلك، يحمل اتجاهين؛ الأول قد يكون ردا صاعقا، وقد يقلب الطاولة على الصهاينة بشكل كبير، كما يريد ويتمنى كل المسلمين، أما الثاني وهو المرجح كما تقول جل التسريبات، فقد يكون”منضبطا ومحسوبا”، لأن إيران المنشغلة بتطوير برنامجها النووي، ليست مستعدة للدخول في مواجهة واسعة مع “إسرائيل” خاصة وأن أمريكا هي من تحميها، كما أن التصعيد الذي يتبناه نتنياهو ضد طهران بعد تجاوزه كل الخطوط الحمراء وضربه قنصلية إيران بدمشق، يريد توريط واشنطن في حرب خاصة به، وهو الذي يحاول الهروب من ورطة غزة، وهزيمته المؤكدة فيها، وما خلفته من غضب عالمي ضد دولة الاحتلال، إلى حرب مع إيران، حتى يستعيد مصداقيته في الغرب، ويعيد تجنيد المجتمع الصهيوني المنقسم اليوم بسبب غزة خلفه.

الفايدة:

أن الاتصالات السرية الواسعة الدائرة حاليا بين طهران وواشنطن، هي اتصالات لضبط الرد الإيراني، بحيث يكون ردا يزيح الحرج عن طهران أمام أنصارها، على أن لا يتجاوز بعض الخطوط الحمراء، بحيث تجد واشنطن نفسها مضطرة للتدخل، في الجانب الهجومي طالما أنها منغمسة دفاعيا عن الكيان، وهذه الاتصالات هي التي قد تمكن فيما بعد من ضبط الرد الصهيوني على الرد الإيراني بحيث يبقى حبل المنطقة في يد الولايات المتحدة.

والحاصول:

أن الحسابات الدقيقة هي من ستتحكم في طبيعة وقوة الرد الإيراني على الصهاينة، ذلك أن “الحسابات الدقيقة والمنضبطة” وحدها، هي القادرة على منع انفلات الأمور إلى مواجهة شاملة، قد تتسبب في حرب عالمية ثالثة، وهو ما لا تريده لا واشنطن ولا بيكين أو حتى موسكو، خاصة وأن الدرس الأوكراني قد استوعبه الجميع، إلا إذا قررت طهران عكس ذلك، وأخذت في الحسبان قلب معادلة العدوان على غزة، وعندها سنكون أمام سيناريوهات مختلفة تماما.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top