السبت 11 مايو 2024

الدبلوماسية الجزائرية جُندت للدفاع عن مصالح القارة الإفريقية

ⓒ ataaf-1

أبرز وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، الأربعاء، بالجزائر، حرص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على تجنيد الدبلوماسية الجزائرية للدفاع عن قضايا ومصالح وأولويات القارة الإفريقية، لا سيما خلال عهدة الجزائر المقبلة في مجلس الأمن.

وأكد عطاف، في كلمة أمام الدبلوماسيين الأفارقة المعتمدين بالجزائر المشاركين في الفعالية المتعلقة باختتام أول دورة تكوينية تم تخصيصها من قبل المعهد الديبلوماسي والعلاقات الدولية لفائدة الإطارات الدبلوماسية الإفريقية المعتمدة بالجزائر، التزام رئيس الجمهورية بتكريس عهدة الجزائر المقبلة في مجلس الأمن لصالح القارة الإفريقية وجعلها عنوانا رئيسيا للتضامن والتعاون والتكاتف بين الدول والشعوب الإفريقية، “يقينا منه بالمصير المشترك الذي يجمعنا لمجابهة التحديات المتربصة بنا سواء في شقها الجيوسياسي أو في أبعادها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية”.

وأبرز عطاف “الطابع الفريد والمتفرد للسياسة الخارجية الجزائرية في بعدها الإفريقي الذي ما فتئ يتعزز تحت قيادة رئيس الجمهورية الذي أضفى عليه توجها استراتيجيا عبر الالتزامات الهامة والمساعي الحثيثة التي بادر بها، لاسيما في المجالات الثلاث الأساسية والمتمثلة في إصراره على “تفعيل العلاقة الترابطية بين التنمية والأمن لتخليص القارة من ويلات النزاعات المسلحة وتمكينها من مواجهة مختلف التحديات العابرة للحدود والأوطان”.

واستطرد مستكملا أن هذا “ما يتجسد فيما تقوم به الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية التي بادر رئيس الجمهورية بتأسيسها ومدها بإمكانيات ووسائل معتبرة تدعم قدراتها على التحرك باتجاه العمق الإفريقي للجزائر والمساهمة بالقدر المستطاع في تمويل مشاريع تنموية تستجيب للاحتياجات الرئيسية لأشقائنا الذين نتقاسم واياهم هموم وتطلعات قارتنا”.

ويتعلق المجال الثاني في تبني رئيس الجمهورية للنهج الاستباقي للمساهمة في حل الأزمات والنزاعات في إطار مبدأ الحلول الإفريقية لمشاكل إفريقيا وهو النهج الذي تتلخص معانيه ومقاصده ومراميه في المبادرة التي تقدم بها رئيس الجمهورية لضمان حل سياسي للأزمة القائمة في دولة النيجر في وقت حاسم لتجنب خيار اللجوء لاستعمال القوة أو خيار الحرب الذي كاد أن يرمي بهذا البلد الشقيق والمنطقة برمتها نحو مستقبل وخيم النتائج والعواقب.

كما أبرز، في السياق، تمسك رئيس الجمهورية بإعادة تفعيل اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر على الرغم من “التعقيدات التي تفرضها الأوضاع السياسية والأمنية في هذا البلد الشقيق والجار”، مضيفا أن هذا النهج يتجلى أيضا في طرح الرئيس تبون لأفكار ومقاربات بصفته منسق وقائد الجهود القارية المشتركة في مجال مكافحة الارهاب والوقاية من هذه الافة التي أضحت تمثل دون أدنى شك التحدي الرئيس والتهديد الاكبر للسلم والامن في عموم القارة الافريقية وبالخصوص في منطقة الساحل الصحراوي.

أما المجال الثالث – يقول عطاف – فيتمثل في حرص رئيس الجمهورية على تجنيد الدبلوماسية الجزائرية للدفاع عن قضايا ومصالح وأولويات القارة الافريقية لا سيما خلال عهدة الجزائر المقبلة في مجلس الأمن التي التزم الرئيس بتكريسها لصالح القارة الإفريقية وجعلها عنوانا رئيسيا للتضامن والتعاون والتكاتف بين الدول والشعوب الإفريقية، يقينا منه بالمصير المشترك “الذي يجمعنا لمجابهة التحديات المتربصة بنا سواء في شقها الجيوسياسي أو في أبعادها الامنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية”.

YouTube video

وأوضح ذات المسؤول أن هذه الدورة التكوينية السنوية تندرج في إطار تقليد التعاون الذي دأبت عليه الجزائر في مجال التكوين حيث تمنح لأشقائها الافارقة اكثر من ألفي منحة سنوية للالتحاق بمختلف الجامعات والمعاهد والمدارس العليا الجزائرية، كما توفر أزيد من 500 منحة سنويا في مجال التكوين المهني.

وأثنى الوزير، في السياق، على الدعم الذي حظي به هذا البرنامج التكويني من قبل الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية وهو الدعم الذي “يساهم بصفة فعلية وبطريقة مباشرة في تجسيد الرؤية الاستراتيجية للشراكة العربية -الإفريقية”.

كما حيا، في هذا المقام، مشاركة دبلوماسيات ودبلوماسيين من 20 سفارة افريقية معتمدة لدى الجزائر في هذه الطبعة الرامية إلى “مد وتقوية جسور التواصل والتعاون والتآزر بين ديبلوماسيات وديبلوماسيي القارة الإفريقية”، معربا عن أمله في أن يعمل هؤلاء الدبلوماسيون “يدا بيد لتعزيز صوت وتواجد مكانة الدبلوماسية الإفريقية كلها، كلما تعلق الأمر بقضايا القارة والدفاع عن طموحاتها وتطلعاتها المتجسدة في الامن والاستقرار والتنمية”.

وأكد على أن دول وشعوب القارة الإفريقية “تواجه نفس التحديات إقليميا ودوليا وتتقاسم نفس الأهداف أمنيا وتنمويا وتحدوها نفس التطلعات في بناء غد أفضل في ظل منظومة دولية جديدة تتيح لنا فرصة المشاركة والاسهام في صنع القرارات التي تهمنا وتهم البشرية جمعاء”.

ومن هذا المنظور، أعرب عطاف عن الأمل في أن تسهم هذه الخطوة التكوينية في تكوين نواة منظومة إفريقية مشتركة للعمل الديبلوماسي، مؤكدا عزم الجزائر وتطلعها لترسيخ هذه المبادرة وتوسيعها ونشرها على أكبر نطاق ممكن لتنمية روح التعاون بين القيادات الدبلوماسية الإفريقية الشابة في تعبيد الطريق لدبلوماسية افريقية مستقبلية أكثر اشعاع وفعالية وتحضيرا لمواجهة تحديات الغدال تي تتجلى بوادرها راهنا.

وأكد الوزير “المكانة المركزية التي لطالما حرصت الجزائر على ايلاءها لانتمائها الإفريقي ضمن أبرز وأهم أولويات سياستها الخارجية، وهي المكانة التي تتجسد في الطابع الاصلي والمتأصل للسياسة الإفريقية الجزائرية التي كانت ولا تزال طرفا فاعلا في التحولات الكبرى التي شهدتها القارة بدءا بقضايا التحرر وانهاء الاستعمار ومرورا بمحطات التأسيس والتشييد ووصولا الى المرحلة الراهنة وما تطرحه من تحديات وفرص يتجلى عنوانها في ثنائية الأمن والتنمية.

YouTube video

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top