الأربعاء 25 سبتمبر 2024

شركاء متشاكسون

متشاكسون

في معركة واضحة المعالم كالتي تجري في غزة أو لبنان ضد العدو الصهيوني المشترك من العار أن تعود أسطوانة الخلاف المذهبي لتخرج من جديد

ⓒ رويترز
كاتب صحفي

أحدث الهجوم الصهيوني الوحشي الجاري حاليا على لبنان وعلى قوات حزب الله، حالة من الشماتة غير المنضبطة داخل أوساط واسعة من العرب السنّة، وتحديدا بين السوريين الذين تضرروا من تدخل حزب الله إلى جانب النظام السوري لقمع الثورة السورية قبل سنوات، بما يذكر بحالة من الشماتة العراقية الشيعية في مقتل صدام السنّي على أيدي القوات الأمريكية الغازية، الأمر الذي انفتح معه جرح قديم جديد داخل الأمة حول الصراع الشيعي السنّي، على الرغم من أن العدو في كل الأوضاع واضح المعالم، وهو الكيان الصهيوني الذي أثبت من خلال مجازره في غزة بالأمس، ومجازره اليوم في لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، أنه لا يفرق بين المسلمين في عمليات القتل والتنكيل، وأنه في النهاية، هو المستفيد الأول من هذه المعارك الجانبية التي يطلقها المتشاكسون من هذا الطرف أو ذاك.

الفايدة:

أنه في معركة واضحة المعالم كالتي تجري في غزة أو لبنان ضد العدو الصهيوني المشترك، من العار أن تعود أسطوانة الخلاف المذهبي لتخرج من جديد، فالكيان لا يقتل اليوم اللبنانيين من حزب الله الشيعي انتصارا لضحايا سوريا من السنّة، وإنما يفعل ذلك خدمة للمشروع الصهيوني الذي يستهدف المسلمين جميعا سنّة وشيعة، ومن لم يفهم هذه المعادلة فلن يفهم شيئا.

والحاصول:

يذكرني هذا التناطح المؤلم للأسف، بمقولة خالدة كان الشيخ الإبراهيمي رحمة الله عليه قد كررها يوما عندما لاحظ ما هو حادث اليوم، حيث قال “ويح فلسطين لو كان من يدافع عنها شركاء متشاكسون”، ويح فلسطين وويح غزة ثم ويح لبنان وكل العالم العربي.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top