الاثنين 20 مايو 2024

المنطقة العربية تعاني منذ أكثر من 7 عقود

المنطقة العربية

وزير الداخلية إبراهيم مراد أكد خلال أن المنطقة العربية تعاني من صراع مزمن نتيجة عجز المجتمع الدولي عن إنصاف الشعب الفلسطيني

ⓒ وزارة الداخلية
  • مراد يستقبل من طرف الرئيس التونسي ويجري محادثات مع عدد من نظرائه

أكد وزير الداخلية، إبراهيم مراد، أن “المنطقة العربية تعاني منذ أكثر من 7 عقود من صراع مزمن، نتيجة عجز المجتمع الدولي عن إنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

وأوضح مراد خلال أشغال الدورة 41 لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس أنه “تعاني منطقتنا العربية منذ أكثـر من سبعة عقود من صراع مزمن، نتيجة عجز المجتمع الدولي عن إنصاف الشعب الفلسطيني، وإنهاء احتلال أراضيه وتمكينه من حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”؛ مشيرا إلى أن الوضع المأساوي الذي يمر به هذه الأيام الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وخاصة في قطاع غزة جراء العدوان الوحشي والهمجي المسلّط عليه، وحرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير التي تستهدف وجوده، إلا دلالة أخرى على الأزمة التي يعاني منها نظام الأمن الجماعي بسبب استفحال سياسة الكيل بمكيالين، والتي تجلت آخر صورها في منع مجلس الأمن من تحمل مسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني وإغاثته.

وشدد مراد على ضرورة مواصلة تكثيف الجهود المشتركة لإيقاف آلة القتل وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مثمنا التفاف المجموعة العربية حول مسعى الجزائر بمجلس الأمن، كما دعا إلى تغليب الحلول السياسية بدل الخيارات العسكرية مجددا التزام الجزائر خلال عهدتها بمجلس الأمن على مواصلة نهجها الرامي لتنسيق الجهود وتوحيد المواقف لحماية مصالح البلدان العربية والإفريقية والدفاع عن القضايا العادلة.

وشدد مراد على أن استمرار النزاعات وتفاقم بؤر التوتر في أجزاء عديدة من عالمنا العربي، خاصة في ظل احتدام التدخلات الخارجية وتنامي ظاهرة الاستقطاب التي تسهم وبقدر كبير، في تصعيد الأزمات بما يشكل تهديدا للأمن القومي العربي، يؤكد رجاحة العمل على تغليب الحلول السياسية بدل الخيارات العسكرية والأمنية، التي أثبتت في عديد المناسبات عدم فعاليتها، بل وخطورتها البالغة، بالنظر إلى تداعياتها الوخيمة التي لا تزال قائمة إلى اليوم.

وذكر وزير الداخلية في هذا السياق، بالقرار الهام الصادر عن القمة العربية الواحدة والثلاثين المنعقدة بالجزائر في الفاتح نوفمبر 2022، حول صيانة الأمن القومي العربي الذي شدد بشكل خاص على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل، ومواجهة جميع التحديات المشتركة، بما يسهم في حل الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية الشقيقة ويحفظ سيادتها ووحدتها ويلبي حقوق شعوبها في العيش الآمن والكريم. ولا شك أن السبيل الوحيد والأمثل لبلوغ هذا الهدف لا يعدو عن دعم جهود التسوية السياسية للأزمات في المنطقة؛ مشيرا إلى أن صيانة الأمن القومي العربي تحتّم علينا أيضا تكثيف جهودنا المشتركة في المجال الأمني وتطوير التعاون البيني وتنسيق السياسات الوطنية في مواجهة التحديات الأمنية.

وأكد الوزير ذاته، أن تعزيز قدرات دولنا في هذه المجالات الحساسة يتطلب إيلاء العناية اللازمة لتكوين المورد البشري المؤهل، ودعم البحث لضمان التكيف مع التحديات الجديدة التي يفرضها بروز تهديدات غير تقليدية، لاسيما تلك المرتبطة باستعمال التكنولوجيات الحديثة، وما تتطلبه من تطوير مستمر لآليات عمل المؤسسات الأمنية وتحسين قدرتها على مواكبة التطور المتسارع للجريمة؛ مشددا على أنه تواصل الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تبني نهج تشاركي يقوم على التعاون والتنسيق والتشاور مع الدول الشقيقة والصديقة، في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وفق مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار متطلبات شمولية مفهوم الأمن وارتباطه الوثيق بالتنمية.

وأضاف مراد أن الجزائر تعكف بشكل مطرد على تكثيف تعاونها الأمني مع الدول العربية الشقيقة، وتحرص كل الحرص على بذل قصارى جهدها من أجل المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في جوارها المباشر، بما في ذلك منطقة الساحل والصحراء التي تواجه تحديات متعددة، وتهديدات أمنية خطيرة، زادت من هشاشة وضعها الأمني، بما جعلها مرتعا للجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية العابرة للحدود، ناهيك عن موجات النزوح والهجرة غير الشرعية خاصة تلك الناتجة عن التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على استقرار السكان وجهود التنمية.

الرئيس التونسي يستقبل وزير الداخلية

استقبل إبراهيم مراد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، من قبل رئيس الجمهورية التونسي قيس سعيّد، بقصر قرطاج مقر رئاسة الجمهورية التونسية، على هامش الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة بالعاصمة التونسية.

لقاءات ثنائية مع عدد من وزراء الداخلية العرب

كما أجرى وزير الداخلية والجماعات المحلية، إبراهيم مراد، محادثات ثنائية مع عدد من نظرائه، على هامش أشغال الدورة 41 لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث  التقى بعدد من نظرائه وزراء الداخلية بالدول العربية تطرق بالمناسبة إلى تعزيز التعاون الثنائي.

وفي هذا الإطار، التقى الوزير بعماد طرابلسي، وزير الداخلية لدولة ليبيا الذي تباحث معه آليات مجابهة الجريمة العابرة للحدود، لاسيما مكافحة الاتجار بـالمخدرات.

وفي هذا الشأن حيا الوزير الليبي الجهود الهامة التي تبذلها الجزائر للحفاظ على الأمن والاستقرار عبر الحدود، معتبرا أن تنسيق الجهود كفيل بكبح هذه الآفة الخطيرة التي أضحت تستهدف شباب البلدين.

كما تحادث وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية مع نظيره الموريتاني، محمد أحمد ولد محمد الأمين، حيث شكل اللقاء سانحة جدّد خلالها الطرفان الإشادة بمستوى العلاقات المتميزة التي تربط البلدين، والذي تكلل الأسبوع المنصرم بالزيارة الرئاسية المشتركة التي سمحت بتدشين المعبرين الحدوديين الثابتين ووضع حجر الأساس لمنطقة التبادل الحر، والطريق الرابط بين تندوف والزويرات، وهي المشاريع التي سيكون لها بالغ الأثر على الحركية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. وجدد الوزيران عزمهما على تكثيف التعاون في المجال الأمني.

كما التقى وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بوزير الداخلية الفلسطيني، زياد هب الريح، حيث جدّد بالمناسبة التذكير بالموقف الثابت للجزائر في دعم القضية الفلسطينية والجهود التي تبذلها لاسيما على مستوى مجلس الأمن لوقف المجازر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وتتمة لهذه اللقاءات الثنائية تحادث الوزير مع  كل من نظيريه اليمني ابراهيم أحمد حيدان والعراقي عبد الأمير كامل عبد الله الشمري، أين تطرق مع كل منهما إلى آفاق التعاون المشترك في المجال الأمني لاسيما بخصوص التكوين الشرطي، ومجابهة الجريمة المنظمة بأنواعها.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top