الاثنين 13 مايو 2024

هل نلتحق بالنمور الاقتصادية؟

الاقتصادية

أعتقد أن الجزائر إذا ما تمكنت من توظيف الأزمات الاقتصادية والطاقوية العالمية الحالية بشكل يخدم مصالحها.. وبالذكاء الاستراتيجي المطلوب ستتم

ⓒ الاقتصادية
كاتب صحفي

أعتقد أن الجزائر إذا ما تمكنت من توظيف الأزمات الاقتصادية والطاقوية العالمية الحالية بشكل يخدم مصالحها.. وبالذكاء الاستراتيجي المطلوب ستتمكن في ظرف وجيز قد لا يتجاوز العشر أو الخمس عشرة سنة القادمة من أن تتحول إلى واحدة من النمور الاقتصادية المهمة في العالم.. والقضية هنا لا تتعلق فقط باستثمار موضوع الانضمام إلى “البريكس”.. وإنما في كيفية التعامل مع أزمة الطاقة تحديدا وتوظيف مخزونات الغاز والاكتشافات الجديدة في غزو السوق الأوروبية بالشروط الجزائرية خاصة وأن الجزائر اليوم في موقع قوة لم يسبق للظروف الدولية أن وضعتها فيه.. وهو ما يستلزم فكرا إستراتيجيا حقيقيا من طرف الدولة الجزائرية تكون من شروطه الاعتماد على الكفاءات الاقتصادية الوطنية الصادقة لتطوير مشروع نهضوي شامل ودائم.

الفايدة:

إننا اليوم أمام فرصة تاريخية غير مسبوقة للنهوض الاقتصادي عبر بوابة الغاز والطاقة.. وهي فرصة أثمن بكثير من تلك التي ضيعناها مع بداية حكم بوتفليقة الذي شهد طفرة هائلة في أسعار النفط ومداخيله.. وحتى لا تتكرر التجربة البائسة تلك والتي أهدرت الدولة بسببها أكثر من ألف مليار دولار في جلب الكماليات والشوكولاطة وفي شراء السلم الاجتماعي عبر رشوة المجتمع بمختلف صيغ القروض التي لا ترد.. من دون أن نحقق شيئا يذكر غير تنمية الفساد وظهور البارونات.. علينا أن نفكر بطريقة أخرى تماما في كيفية استثمار الفرصة في فرض شروطنا على الدول الغربية لنقل التكنولوجيا مقابل الغاز وعدم الاكتفاء بربح مواقفها السياسية إلى جانب الجزائر في القضايا الدولية والإقليمية.

والحاصول:

نحن إذن أمام فرصة كبيرة بأن تتحول البلاد إلى نمر اقتصادي حقيقي إن توفرت النيات الخالصة والإرادة الصادقة في إخراج الجزائر من دائرة التخلف.. وأي خطأ يرتكب في هذا الاتجاه أو إمعان في تكرار نفس السياسات الفاشلة القديمة.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top