الأحد 19 مايو 2024

مناس: على فرنسا تغيير نظرتها الاستعلائية والتعامل مع الجزائر بندية

ⓒ france

وصف المحلل السياسي والأمني، مصباح مناس، أمس، التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بـ”السقطة” والتجاوز لكل الخطوط الحمراء، كما أنها ارتماء في حضن الجناح المتطرف، مؤكدا على أن المكاسب التي حققتها الجزائر مؤخرا لم ترض فرنسا، التي يجب عليها تغيير نظرتها الاستعلائية مع الجزائر والتعامل معها بندية.

وأضاف مصباح مناس، في تصريح للإذاعة الوطنية، بأن فرنسا لا تملك العديد من الخيارات إلا مراجعة التصورات الخاطئة في علاقاتها مع الجزائر، مشددا على أن المستقبل يعمل لصالح الجزائر وليس لصالح فرنسا التي ستكون الخاسر إذا ما استمرت في توجهاتها الاستعلائية والعنجهية.

وأبرز مناس بأن هذه التصريحات التي جاءت عشية إحياء الذكرى الستين لمجازر 17 أكتوبر مقصودة وبمثابة استفزاز للجزائر، مفيدا بأن الجزائر واعية بذلك، وبأن فرنسا توظف في هذه المرحلة كل الأوراق قبيل الانتخابات الرئاسية، متوقعا تغييرا في الخارطة السياسية بفرنسا عقب الانتخابات المقبلة.

وفيما يتعلق بقرار الجزائر استدعاء السفير الفرنسي عقب قرار تخفيض منح التأشيرات قال الخبير السياسي بأنها رسالة قوية لمن يشككون في قوة الدولة الجزائرية، مردفا “نحن لسنا رقما تابعا في معادلة أي طرف، نحن دولة لديها سيادة، ودولة مؤثرة في محيطها الضيق المغرب العربي والأوسع كالعالم العربي والبحر المتوسط وفي إفريقيا”.

وشدد مصباح مناس على أن المكاسب التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية مؤخرا لا ترضي فرنسا خاصة في المناطق التي تعتبرها مناطق نفوذ مثل دولة مالي التي تتجه نحو عقد صفقات عسكرية لتعزيز قدراتها مع روسيا وبهذا تثبت بأنها دولة قادرة على تأمين نفسها داخليا وهو ما يزعج فرنسا.

وفي الشق الاقتصادي، أوضح مناس حرص الرئيس تبون على تنويع الشركاء الأجانب بما يخدم مصلحة البلاد، مشيرا إلى أن قاعدة تنويع الشركاء يزعج فرنسا، داعيا إياها للتخلص من النظرة الاستعلائية والتعامل بندية مع الدول الإفريقية، مردفا “على فرنسا أن تقدم الكثير من التنازلات للحفاظ على مصالحها، والأهم من ذلك أن لا تتعامل باستعلاء مع الجزائر”.

وفي تعقيبه على ما صرح به الرئيس تبون بأن ملف الذاكرة أمر لن تتم المتاجرة به في إطار العلاقات مع فرنسا، قال مناس بأن “على فرنسا أن تدرك بأن ملف الذاكرة لم يطو ما لم تعترف بجرائمها الاستعمارية”، مشيرا إلى أنه “من غير المعقول أن تعترف فرنسا بجرائمها في روندا وأن لا تعترف بجرائم ارتكبتها منذ 1830ببلادنا”.

وأكد الخبير السياسي بأن لعبة محاولات إسقاط الدولة الجزائرية متواصلة، موضحا أن “صورة تلاحم الشعب مع جيشه صدمت بعض الأطراف التي كانت تترصد بالجزائر، وأن الجيش أثبت دوره الدستوري لحماية الجزائر من هذه التهديدات”، وفي هذا الإطار دعا إلى توعية جيل الاستقلال وتحصين الجبهة الداخلية وتأمين الحدود لحماية الجزائر.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top