الثلاثاء 21 مايو 2024

مثقفون ورجال دين فرنسيون: أوقفوا ظاهرة كراهية المسلمين

ⓒ image

قالت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية إن مكافحة كراهية المسلمين يجب أن تؤخذ على محمل الجد من قبل السلطات العامة والمجتمع المدني، ودعت إلى إنشاء لجنة برلمانية تحقق بشأن كراهية المسلمين من قبل المجموعات المتطرفة.

وكتوطئة للموضوع الذي أعدته مجموعة من المثقفين ورجال الدين، استعرض منبر الصحيفة ما قاله الرئيس إيمانويل ماكرون منتصف الشهر الماضي من أنه والحكومة “لن يتراخوا قيد أنملة في مواجهة العنصرية ومعاداة السامية ومختلف أنواع التمييز” منبهة إلى الوسم “سيتم إطلاق النار عليك” الذي تم العثور عليه في مسجد بعد احتفال المسلمين بليلة القدر في رمضان الأخير.

وقالت الصحيفة إن المسلمين يتم تقديمهم بشكل مستمر وغير قابل للتغيير باعتبارهم جسما غريبا داخل المجتمع الفرنسي، وعنصرا خبيثا في جوهره يسعى للاستيلاء على المساحة الجغرافية والثقافية والسياسية للبلاد للتمكن من السلطة وتحقيق هدف ديني سام.

وأوضحت أن مثل هذا يأتي من زمن بعيد ويعاد تنشيطه وفقا للأزمات المتتالية في البلاد كأزمة كوفيد-19، وعلى أساسها يفسر أي ظهور بسيط للمسلمين على أنه غزو أو تحد أو استفزاز، كما يفسر عدم ظهورهم على أنه نوع من “التسلل”. وأيا كان الأمر غزوا أو تسللا فإن “أسلمة” فرنسا تتم بتواطؤ من النخب المعولمة لمن يكرهون الإسلام.

أسطورة الأسلمة
حسب الصحيفة، هذه الأسطورة تنمي هذا الخوف والعداء ينبوعي الكراهية المعادية للمسلمين، التي تنتج خطابا وأفعالا تؤدي إلى معاملة تمييزية ضد المسلمين على أساس انتمائهم الديني الحقيقي أو المفترض.

ونظريات “الأسلمة” هذه و”الاستبدال الكبير” -وفقا للصحيفة- هي التي ألهمت الإرهابي أندرس بريفيك ارتكاب هجمات 22 يوليو/تموز 2011 في النرويج، مما تسبب في مقتل 77 شخصا وإصابة 151، كما يدعي في بيانه.

ومثل أسطورة الأسلمة، قاد مفهوم “تفوق العنصر الأبيض” برنتون تارانت إلى قتل 51 شخصا في هجمات كرايستشيرش بنيوزيلندا عام 2019 أثناء صلاة الجمعة، معترفا بذنبه ومبديا إعجابه “بفارس اليقظة بريفيك” وكذلك نظرية المؤامرة التي يعتمدها اليمين المتطرف في فرنسا ويروج لها الكاتب رينو كامو.

وفي هذا السياق -تقول الصحيفة- استُهدف كامل قبطان رئيس جامع ليون الكبير من قبل جيل الهوية، وهو مجموعة صغيرة من اليمين المتطرف والكارهين للأجانب والانفصاليين والمؤمنين بتفوق العنصر الأبيض، واعتبروه إرهابيا لأنه سمح برفع الأذان من أعلى مئذنة المسجد في تضامن أخوي مع أجراس الكنائس والكاتدرائيات في البلاد والتي احتفلت بعيد البشارة، دعما لهيئة التمريض بدعوة من مؤتمر أساقفة فرنسا.

وأشارت الصحيفة إلى مجموعة من الأعمال العدائية ضد المسلمين في فرنسا، من ضمنها هجوم كلود سينكي، المرشح السابق للجبهة الوطنية بانتخابات المقاطعات لعام 2015، على مسجد بايون في أكتوبر/تشرين الأول 2019، أثناء بنائه من قبل الجبهة الوطنية، وكتبت عليه عبارة “القتلة والعرب القذرين” عام 2009.

وفي يونيو/حزيران 2018، ألقت أجهزة مكافحة الإرهاب القبض على مجموعة مرتبطة باليمين المتطرف خططت لهجمات تستهدف المسلمين، كما أدت مكالمة هاتفية إلى اعتقال نحو عشرة ناشطين يمينيين متطرفين بتهمة “الارتباط بعصابة إجرامية وإرهابية”.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الأعمال يسندها خطاب رجعي علني يشوه المسلمين، ويشعر تلك المجموعات بوجود الدعم الكافي لكي تقوم بأفعال دموية، بناء على فكرة أن “فرنسا مغمورة بالمسلمين، ووراء كل واحد منهم هناك إسلامي متشدد”.

إعادة بناء الطيف الجمهوري
وقالت الصحيفة إن مسرح أسطورة الأسلمة “المدمرة” على خلفية أسطورة “الاستبدال الكبير” يجب أن يقود إلى التعامل بجدية مع مسألة محاربة الكراهية المعادية للمسلمين، مشيرة إلى ما قدمته دراسة حديثة عن السلوك العنصري والتمييز ضد المسلمين في فرنسا، من أن 42% من المسلمين الذين يعيشون في البلاد تعرضوا لأحد أشكال التمييز على أساس دينهم خلال حياتهم.

وحسب الدراسة التي أعدتها “لجنة وزارية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية والكراهية ضد الشاذين جنسيا” مع مؤسسة جان جوريس، فإن نسبة ضحايا السلوك العنصري في السنوات الخمس الماضية يصل بين المسلمين الذين يعيشون في فرنسا إلى ضعف نسبته (40%) بين بقية السكان.

وفي مواجهة الهجمات التي تشنها الجماعات اليمينية المتطرفة وهذا التمييز الواضح، تعلن مجموعة المثقفين والكتاب في منبرها العزم على العمل من أجل الصالح العام، وتدعو إلى إعادة بناء الطيف الجمهوري، ومقاومة من يحثون على الكراهية، لاستعادة قيم ومبادئ الجمهورية.

وختمت المجموعة مقالها بمناشدة السلطات العليا بالدولة أن تضع حدا للأذى من قبل هذه الجماعات الصغيرة المتطرفة التي تراهن على كراهية المسلمين، وبدعوة النواب إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في “الكراهية المعادية للمسلمين” من أجل وضع تقييم مستقل وموضوعي لهذا الشكل من العنصرية وكراهية الأجانب.

الموقعون الأوائل:

حفيظ صخري، نائب عمدة ليون

كامل قبطان، إمام جامع ميوسكي دي ليون والرئيس المؤسس للمعهد الفرنسي للحضارة الإسلامية

عز الدين جاسي، إمام الجامع العثماني بفيليوربان والمتحدث الرسمي باسم مجلس أئمة الرون

طارق أوبرو، الإمام الأكبر ورئيس جامع بوردو

غابرييل حجاي، حاخام

ميريام بورقبة، من مجموعة الصداقة الإسلامية المسيحية

ناديا بي، صحفية ومؤسسة ومديرة “إذاعة وتلفزيون فام”

عبد الملك دوشين، مندوب للحوار بين الأديان من المجلس الإقليمي للعبادة الإسلامية برون الألب

محمد خنيسي، مؤسس جمعية هيرمينو

عبد الكريم أوسارا، رئيس “في إس إم إف” القيم الإسلامية والروحانية في فرنسا

كامل مزيتي، كاتب مقالات وعضو مجموعة البحوث المسيحية الإسلامية

ماري بيير جوزو، عضو في الحياة الجديدة

كريستيان بوزي، قس ومدير البيت البروتستانتي في ليون-لا دوتشير

زورا مرازيق، المسؤولة عن الكشافة المسلمة في فرنسا

جاك والتر، قس فخري والمؤسس المشارك لمجموعة إبراهيم في ليون-لا دوشير

راضية بكوش، رئيسة جمعية التعايش بفرنسا

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top