الأربعاء 15 مايو 2024

ليسوا أفضل منا

منا

يعيش الغرب المتقدم تكنولوجيا، والذي ينبهر به الكثيرون بيننا، للأسف، حالات من التخلف والانحطاط لا يتحدث عنها الكثيرون، خاصة المستلبين حضاري

ⓒ منا
كاتب صحفي

يعيش الغرب المتقدم تكنولوجيا، والذي ينبهر به الكثيرون بيننا، للأسف، حالات من التخلف والانحطاط لا يتحدث عنها الكثيرون، خاصة المستلبين حضاريا عندنا، ويكفي أن تقرأ في الأخبار مثلا أن مجموعات إجرامية هاجمت أحد معسكرات الجيش الصهيوني في جنوب الكيان، وسرقوا دبابة! علاوة على سرقات أخرى في أماكن أخرى من الكيان طالت حوالي 100 ألف رصاصة، أو أن تشاهد رئيس أقوى دولة في العالم بايدن، الذي بلغ من العمر الثمانين، كيف أنه ما يزال في منصبه رغم علامات الزهايمر والخرف الواضحة عليه، والتي جعلته يرتكب الكثير من الفضائح على المباشر، على غرار خلطه بين كامبوديا وكولومبيا، وبين خيرسون في أوكرانيا والفلوجة العراقية، وسقوطه عند ركوب درج الطائرة ومصافحة الريح وما إلى ذلك، ومع ذلك لا يقيم إعلام الغرب ولا المعارضون في تلك الدول القيامة على مثل تلك الكوارث، بل وتراهم يتسترون عليها، خشية على صورة بلدانهم الخارجية، بعكس ما تقوم به أرمادة “العمالة” عندنا، التي تترصد كل هفوة صغيرة لتقوم بتضخيمها والترويج لها على أساس أنها دليل على نهاية الدولة.

الفايدة:

لو أن مثل هذه الكوارث حدثت عندنا مثلا في الجزائر، لرأيت أبناء “قامير” قد حولوها إلى فضائح عالمية، من دون اعتبار لصورة بلدهم في العالم، ولا لمقدار الضرر الذي قد ينشأ من خلال الترويج لتلك النقائص، لكنهم في المقابل يغفلون بل ويتغافلون عمدا عن ذكر “فضائح الغرب” وكوارثه، بحكم العمالة أو الاستيلاب والارتباط العضوي به، الأمر الذي يجعل من الأحكام المسبقة أو المسيّسة بلا مصداقية، وأصحابها مجرد “طراطير” لا أكثر ولا أقل.

والحاصول:

التقدم التكنولوجي الحاصل في الغرب، والذي حدث لأسباب حضارية، بعد عقود من سيطرته على ثروات الجنوب بالقوة، لا يلغي عنه أنه يتشكل من مجتمعات منحطة أخلاقيا، حيث صارت الخيانات والشذوذ والمثلية دينا جديدا لديه، كما لا ينفي وحشيته وحمله بذور فنائه من الداخل، ولذلك لا يمكن لهذا الغرب بكل ألوانه الزائفة، أن يكون أنموذجا صالحا للاقتداء بالنسبة لأمة وصفها رب العزة بأنها “خير أمة أخرجت للناس”، حتى وإن تراجعت اليوم عن الركب الحضاري، أو اعتراها الخمول والتخلف، بفعل تخلي أفرادها، وعلى رأسهم المنتقدون لهذا الوضع، على المنهج الإلهي في إدارة شؤون الحياة.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top