الأحد 19 مايو 2024

عقيدة كراهية فرنسا

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

خسارة الفريق الفرنسي أمام سويسرا كشفت جانبا مهما من المعضلة الجزائرية.. فقد عبرت نسبة هائلة من الجزائريين عن فرحتها علانية بهذه الخسارة الفرنسية.. ليتضح معها أن وعيا جديدا يترسخ في أوساط الشعب.. من أن مشكلة الجزائر الأولى وربما الأخيرة هي بالتأكيد فرنسا وجواري فرنسا وغلمانها بيننا.. وأنه لا مجال لأن ترفع الجزائر رأسها من جديد وتعود إلى واجهة الحضارة إلا بانكسار فرنسا .. وللأمانة فقد ازدهر هذا الوعي بشكل لافت مع اندلاع الحراك قبل سنتين لأنه تساوق مع خطاب رسمي آنذاك وصف لأول مرة فرنسا بالعدو التاريخي.. قبل أن يتراجع على المستوى الرسمي لكن جذوته بقيت على المستوى الشعبي بشكل واضح.. على الرغم من المقاومة الشرسة التي يبديها أولاد بيجار بيننا في كل المجالات.

الفايدة :

إنه على الرغم من الذكريات السيئة المترسخة في الأذهان عن شعب يخرج بمئات الالوف لاستقبال رؤساء فرنسا واحتضانهم وتقبيل أياديهم، وعن بعض العبيد الذين كانوا بخرجون في الماضي في قلب العاصمة للاحتفال بفوز الفريق الفرنسي .. إلا أن جزائر اليوم تحمل آمالا عريضة بازدهار كراهية فرنسا بين الشباب الجزائري وحتى بين بعض النخب الحاكمة.. وتحول ذلك إلى عقيدة راسخة .. وهذا ما يبشر باقتراب نهاية سيطرتها ووصايتها علينا ولو بعد حين.

والحاصول :

لقد أثبت الفريق الفرنسي متعدد الجنسيات والألوان.. أن فرنسا من دون مستعمراتها القديمة في إفرقيا وعلى رأسها الجزائر .. ومن دون الحركى والڨومية الذين خدموها ماضيا ويخدمونها اليوم في جميع المجالات لا تساوي شيئا.. وعليه وجب التنبيه إلى ما يمثله عملاء فرنسا بيننا من مخاطر لا يمكن وصفها..وأن المعركة الحقيقية ليست مع الرأس الذي في باريس وإنما مع الذيول التي تتحرك عندنا.. والتي يجب اقتلاعها من الجذور إذا أردنا لهذا الوطن أن يتعافى ويزدهر.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top