الأربعاء 15 مايو 2024

دروس حول دعوات التظاهر

دعوات

أثبت العزوف الشعبي الكامل والتام للمصريين عن الاستجابة لدعوات التظاهر التي انطلقت من الخارج في 11/11، بغض النظر عن المبررات التي

ⓒ دعوات
كاتب صحفي

أثبت العزوف الشعبي الكامل والتام للمصريين عن الاستجابة لدعوات التظاهر التي انطلقت من الخارج في 11/11، بغض النظر عن المبررات التي يسوقها البعض عن وجود القبضة الحديدية لنظام السيسي، أن الشعوب العربية عامة، والشعب المصري خاصة، تأكدت أخيرا، وبعد فشل كل ثورات الربيع العربي في جميع البلدان التي اندلعت فيها، أن التغيير المنتظر لا يكون عبر الشارع، خاصة إذا كان من يحرك هذا الشارع مجهول الهوية، أو جهات تحاول الانتقام عبر استخدام ورقة الشارع لمصالحها، لأن النتيجة التي أدركتها الشعوب العربية قاطبة، أن من يدفع الثمن في النهاية ليست الجهات المجهولة التي تحرض على الخروج من الخارج، ولا تلك التي تختبئ خلف شاشات الهواتف الذكية وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما الذي يدفع الثمن غاليا من دمه وضياع شبابه في السجون وانعدام الاستقرار في بلده، هي الشعوب المطحونة وحدها، وقد رأينا الأثمان الباهظة التي دفعتها شعوب مثل سوريا وليبيا واليمن ومصر والسودان، وفي النهاية تكون النتيجة لا شيء، بل أوضاعا مأساوية أفظع من تلك التي كانت قبل الثورات بكثير.

الفايدة:

أن المصريين اليوم استوعبوا الدرس القاسي جيدا، فحالهم بعد الثورة أسوأ من حالهم زمن حسني مبارك، وكذلك أدرك الليبيون وضعهم بعد القذافي، واليمنيون بعد علي عبد الله صالح، والسودانيون بعد عمر البشير، بل إن السوريين الذين فشلوا في إسقاط بشار الأسد استوعبوا الآن حجم الكارثة وهم يقارنون وضعهم قبل الثورة وبعدها، في ظل غياب أي نوع من الرؤى والاستراتيجيات والإجابات حول السؤال الجوهري.. وماذا بعد إسقاط النظام؟

والحاصول:

أننا في الجزائر أدركنا اللعبة مبكرا، بسبب التطعيم الذي أحدثته مأساة العشرية السوداء، لكن ذاك الإدراك كان جزئيا فقط ولم يكن كاملا، إلى أن تمكنت بعض الجهات من استغلال فراغات الوعي الجماهيري خلال الحراك، قبل أن ينتبه الشعب لحقيقة اللعبة الخطرة التي تحيكها جهات داخلية وخارجية للإيقاع بالجزائر، فكان الانسحاب العظيم من الحراك، والرفض المطلق بعده لكل دعوات الخروج التي تأتي دائما من الخارج، طالما أن تلك الأصوات “المنبوذة” لا تملك أي مشروع بديل للتغيير، غير مشروع الخراب الكبير.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top