الثلاثاء 14 مايو 2024

درس “أخرار” باريس

أخرار باريس

الحديث عن وصول حوالي نصف الحكومة الفرنسية إلى الجزائر بقيادة إليزابيث بورن، يستلزم في مقابله الحديث عن الأوجاع التي يتجرعها اليوم الكثيرون

ⓒ أخرار باريس
كاتب صحفي

الحديث عن وصول حوالي نصف الحكومة الفرنسية إلى الجزائر بقيادة إليزابيث بورن، يستلزم في مقابله الحديث عن الأوجاع التي يتجرعها اليوم الكثيرون ممن يسمون أنفسهم زورا وبهتانا بـ”الأحرار” من الجزائريين المعارضين في فرنسا، والذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها، ممنوعين من التظاهر في بلد الحريات ضد بلدهم، بلد الاستبداد كما يسمونه، وهم الآن مهددون بالمطاردة من طرف نفس العدالة الفرنسية “المستقلة”، وربما بالترحيل أيضا والتسليم إلى الجزائر، لأن فرنسا الحرية والمساواة وما إلى ذلك من الخرطي الذي كان هؤلاء أنفسهم يكررونه علينا صباح مساء، وجدت مصالحها مع الجزائر ومع النظام الذي كانوا يسخرون من ضعفه وتبعيته لفرنسا، وإذ بفرنسا كلها اليوم تزحف على بطنها طلبا لرضا هذا النظام الضعيف والتابع.

الفايدة:

لتخرج مظاهرات “الأحرار” الآن في شوارع فرنسا تنديدا بالدولة البوليسية الفرنسية التي تمنعهم حق التظاهر السلمي، وليخرج علينا زبانية اللايفات ليطالبوا بإسقاط ماكرون الذي باع نفسه لتبون، وبإسقاط المؤسسات الفرنسية التي استسلمت أمام جنرالات الجزائر، وليصفوا المخابرات الفرنسية بأنها مخابرات إرهابية، هيا نريدكم أيها “الأحرار” أن تثبتوا لنا أنكم أحرار حقا في بلد الحرية كما كنتم تسمونها.

والحاصول:

إن “المكسي بشي الناس عريان” كما يقال في المثل الشعبي، والذي يستقوي على بلده ببلد الغير، فيقوم بشتمه والحط من قيمته في دولة عدو، ستنتهي الحال به غالبا بلا منزل ولا سقف، ويكون أمام نفسه قبل غيره عريانا لا يجد ما يستر به عورته، بعد أن خسر وطنه وباعه الوطن البديل بأبخس الأثمان، فهل يكون هذا الدرس كافيا حتى يستوعب أخرار لندن مصير أخرار باريس؟.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top