الاثنين 13 مايو 2024

خبراء يؤكدون أن الجزائر تسعى لإعادة تمركزها إقليميا مع خلق التوازن في العلاقات

ⓒ 3e259ea028deb346507c9dd83a929701_M

يرى العديد من الخبراء الأجانب، أن الجزائر تسعى من خلال إلغاء زيارة وزيرة الخارجية الإسبانية للمرّة الثانية في أقل من شهر، إلى العودة بقوة في لعب دورها الطبيعي و الريادي في عدد من الملفات الحساسة المتعلقة بالمنطقة خاصة الصحراء الغربية، وإعادة تمركز هذا البلد وسط المشهد الإقليمي، مع خلق التوزان في العلاقات دون اللعب على الأحبال.

ونبّهت الجزائر، في ظرف أسبوع واحد، كل من إسبانيا وفرنسا بضرورة التوازن في علاقاتهما تجاه الجزائر والمغرب دون الميل إلى الأخير، خاصة فيما يتعلق بملفات ذات حساسية خاصة مثل الصحراء الغربية، حيث أقدمت على مبادرات دبلوماسية قوية للتعبير عن رفضها للسياسة الدبلوماسية الحالية.

وتداولت وسائل إعلام إسبانية، أن الجزائر رفضت استقبال وزيرة الخارجية الإسبانية الجديدة، “أرنشا غونساليس”، وذلك بحجج واهية، حيث كان من المنتظر حلولها بالعاصمة الجزائر الأربعاء الماضي، للتباحث مع المسؤولين الجزائريين حول العلاقات الثنائية مثل تصدير الغاز وملفات إقليمية مثل الصحراء الغربية والهجرة والإرهاب.

من جانب أخرى أبرزت جريدة “كونفدنسيال” الإسبانية، أنه في قرار مفاجئ، اتخذت الجزائر قرار تعليق الزيارة، ويحدث هذا للمرة الثانية في ظرف أقل من شهر بحسب ذات المصدر بعدما جرى تعليق الزيارة نفسها خلال شهر جانفي الماضي،كما كشفت ذات الوسيلة الإعلامية بأنه هناك مقترح الزيارة خلال بداية الشهر المقبل.

وفسرت الجريدة القرار الجزائري بالغضب من مدريد بعد دعم الرباط في قضية الصحراء الغربية في عدة مناسبات وآخرها بعدما سارعت إلى اعتبار لقاء بين وزير ومسؤولة من جبهة البوليساريو في مدريد لقاء يدخل في مشاورات ذات طابع اجتماعي دون أي هدف سياسي، فيما نشرت جريدة “الباييس”، مقالا توصي فيه الحكومة بالحكمة في علاقاتها تجاه الجزائر والمغرب ومراعاة الحساسيات المتعلقة بالتنافس بينهما وما يسببه ملف الصحراء من توتر.

وتعد المرة الثانية التي تقدم فيها الجزائر على مبادرة دبلوماسية تنم عن الاحتجاج بشأن قرارات تخص الصحراء الغربية وتخص علاقات دول محاورة أوروبية، حيث خلال الأسبوع الماضي، صرح رئيس الجمهورية في حوار مع جريدة “لوفيغارو” الفرنسية بأن لوبيا فرنسيا-مغربيا يعمل دائما على عرقلة تطور العلاقات بين الجزائر وفرنسا لصالح خدمة مصالح المغرب.

ويرى الخبراء الأجانب أن الجزائر قد عادت بقوة إلى لعب دورها الطبيعي و الريادي في عدد من الملفات المتعلقة بالمنطقة ومنها ملف الصحراء الغربية المحتلة، ولا يستبعد أن تجعل منه ملفا في المباحثات مع دول أخرى وبالخصوص المؤثرة في الملف مثل إسبانيا أو تجمّعات مثل الاتحاد الإفريقي، حيث سبق لها الأسبوع الماضي، باستدعاء سفير كوت ديفوار للاحتجاج على فتح بلاده قنصلية في الصحراء الغربية المحتلة من طرف المخزن، بالإضافة إلى بروزها في الملف الليبي، حيث تسعى إلى إستعادة مكانتها الدبلوماسية، لإعادة تمركز هذا البلد وسط المشهد الإقليمي، وخلق التوازن في العلاقات.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top