الأحد 19 مايو 2024

حزب محترم

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

يمكن اعتبار حركة حمس من الأحزاب القليلة جدا في الجزائر الجديرة بالاحترام.. الأمر لا يتعلق بالضرورة بإيديولوجية الحزب أو حتى مواقفه من الأزمات المختلفة.. وإنما بانضباطه وبعمل المؤسسات داخله وبوضوح الرؤيا لديه .. ولعل في مبررات رفض الحركة المشاركة في الحكومة التي عرضها الدكتور مقري ما يظهر هذا النضج السياسي وهذا الالتزام الذي يعطي لمؤسسات الحركة عبر آلية الانتخاب الحق في إصدار القرارات المصيرية.. وهنا يمكن إدراج أهم مبررات رفض دخول الحكومة لتتضح الصورة أكثر … ومنها أن الحركة لا تهتم بالمناصب قدر اهتمامها بالبرامج ورؤية الحكم والشراكة للانتقال من واجهة الحكم إلى الحكم.. أي أنهم يريدون أن يكونوا في الحكم قبل الحكومة..وأن الحركة ليس لديها كما قال مقري أدنى شك بأنها ستصل إلى الحكم انطلاقا من موقعها كمعارضة جادة استنادا إلى ما يمنحه الشعب لها من أصوات.

الفايدة :

إن حمس ــ اتفقنا معها أو اختلفنا ـ تمتلك الحد الأدنى من الجدية والرؤية السياسية سواء كانت ضمن التحالفات الرسمية كما في الماضي أو وهي في المعارضة.. فهي تؤمن بمؤسسات الحركة وما تراه من مصلحة لها وللوطن.. وذلك بغض النظر عن إغراءات السلطة أو ابتزازات المعارضات الأخرى المائعة منها أو تلك التي تتخذ من الحراك متسعا لتخوين كل من شارك في الانتخابات أو التقى برجالات السلطة.

والحاصول :

لو كانت كل الاحزاب الجزائرية بقوة وتنظيم وجدية وانضباط حمس لربما تغيرت المعادلة ولما كنا وصلنا ربما إلى هذه الأوضاع السيئة اليوم.. أحزاب تترفع عن موائد السلطة رغم دعوتها.. وعن منزلقات المعارضة العدمية التي تسعى لتحطيم كل شيئ.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top