الأحد 19 مايو 2024

جبر الصدع الخليجي.. هل تنجح الجزائر فيما أخفقت فيه الكويت؟

ⓒ ERyMYH2WoAAPXNH-780x405

تحركات جزائرية جديدة هذه المرة تجاه أزمة أبعد من محيطها الجغرافي، بعد أن فرضت حضورها في المشهد الليبي في وقت قياسي إثر انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون.

التحركات الجديدة بحسب مصادر قطرية وجزائرية، تؤكد أن الجزائر عازمة على استكمال دور الوساطة الذي لم تنجح فيه الكويت حتى اليوم، رغم أنها ضمن دول مجلس التعاون الخليجي.

المصادر أشارت إلى أن فرص الجزائر أكبر من الكويت بشأن الوساطة بين دول الأزمة، نظرا لعلاقتها المتوازنة مع الجميع الأطراف، وأنها يمكن أن توفق في الخطوة لاعتبارات عدة.

الشيخ تميم رفقة الرئيس تبون خلال زيارته إلى الجزائر

و في الأيام الماضية من شهر فيفري، قام أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, بزيارة رسمية إلى الجزائر إستغرقت يوما واحد.

وكانت لأمير دولة قطر محادثات مع الرئيس تبون تتناولت وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

في فيفري، أجرى الرئيس عبد المجيد تبون أول زيارة للمملكة، وكان في استقباله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

العاهل السعودي والرئيس تبون عقدا جلسة مباحثات استعرضا خلالها العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية.

كما ذهبت بعض الآراء نحو عزم السعودية العمل على إعادة العلاقات بين المغرب والجزائر، وتصفية الخلافات القائمة بشأن الصحراء، خاصة في ظل حضور الرئيس الموريتاني، أشارت المصادر إلى أن الجزائر عازمة على القيام بوساطة في الأزمة الخليجية، وهو ما يمكن اعتباره نقاط قوة للبلدين تزيد من احتمالية تحقيق خطوات إيجابية نظرا للأدوار المتبادلة.

وفي ديسمبر من العام الماضي، أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده تجري مباحثات مع المملكة العربية السعودية، حول الأزمة الخليجية، مؤكدًا في كلمة له في منتدى حوارات المتوسط أن “هناك مباحثات مع الأشقاء في السعودية ونأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية”.

من ناحيته قال علي الهيل المحلل السياسي القطري، إن فرصة الجزائر في الوساطة بين دول الأزمة الخليجية أكبر لأسباب عدة.

ويرى الهيل ، أن عدم انتماء الجزائر للمنظومة الخليجية يؤهلها للعب دور الوسيط بشكل أفضل، خاصة أن الكويت لديها حساسية مع السعودية بسبب المنطقة المحايدة.

بحسب الهيل فإن الحساسية بين الكويت والسعودية وصلت إلى الخلاف السياسي وهو ما يمكن اعتباره ضمن أسباب إخفاق الكويت في الوساطة، وبالتالي تكون فرصة الجزائر أكبر في تقريب وجهات النظر خاصة أنها تربطها علاقات قوية بكل دول الأزمة.

حول قراءة المؤشرات الأخيرة بين الدول الأربع وقطر، وما إن كانت هناك تحركات إيجابية يرى الهيل، أن السياسة بها عنصر المفاجأة، وأن هناك بعض الأشياء قد تكون غير معلنة.

وأشار أن أهمية المصالحة في الوقت الراهن يعود لما تعانيه العائلات المشتركة في دول مجلس التعاون الخليج، وأن هذه العائلات تجد مصاعب جمة في عملية التنقل بين الدول وبعضها.

الجزائر لديها علاقات متوازنة وقوية مع جميع دول الأزمة، وهو ما يساعدها بالقيام بدور الوساطة على نحو جيد، كما يمكن أن تتجنب السلبيات التي سجلت خلال الوساطة الكويتية، والاستفادة من الجوانب الإيجابية والبناء عليها لتحقيق خطوات متقدمة على ما انتهت إليه الكويت.

وفي نهاية العام 2019، أكدت وسائل إعلام كويتية قرب حل الأزمة الخليجية مع دولة قطر بعد تقدم في المفاوضات بين الرياض والدوحة، أسفر عن الاتفاق على ثلاث نقاط، تتمثل في تهيئة الرأي العام لأجواء جديدة مختلفة عن الفترة الماضية تسودها فرصة إمكان التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، وعدم المساس بالرموز في البلدين، من قبل الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى عدم إطلاق أي تصريحات معادية من قبل المسؤولين والحكوميين والقياديين ضد نظرائهم في البلد الثاني.

ونقلت صحيفة “القبس” الكويتية عن مصدر رفيع المستوى، أن هناك بعض النقاط الخلافية التي يتم تداولها على طاولة النقاش، مضيفا أن الأمر ليس سهلا حيث تتقدم المفاوضات خطوة وتتأخر خطوتين، مؤكدا عقد لقاءات على مستويات عدة بين البلدين على المستوى الوزاري، وبعضها يجري في عواصم أوروبية، لافتا إلى أن الأيام القادمة ستشهد إعلانا عما جرى التوصل إليه.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top