الأحد 12 مايو 2024

الدبلوماسية الجزائرية تعود من جديد وخطوة “جريئة” نحو الأمام

ⓒ الدبلوماسية الجزائرية

ـ الأزمة الليبية تلقى بضلالها على السياسية الخارجية للجزائر

رسم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بعد تنصيبه رسميا رئيسا للبلاد معالم السياسة الخارجية، مؤكدا أنه “يتوجب أن تتأقلم سياستنا الخارجية من الآن فصاعدا مع الأولويات الجديدة للبلاد”، وجاءت زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، للجزائر رفقة وفد رفيع وكذا وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، ليعيد “أحياء” الدبلوماسية الجزائرية، التي عرفت “ركودا” طيلة السنوات الماضية بسبب الأوضاع التي شهدتها البلاد، ومرض الرئيس السابق لها وكذا غيابه الملحوظ آنذاك عن الأحداث العالمية.
وجاءت زيارة كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، للجزائر ، وكذا وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، في الوقت الذي تشهد الشقيقة ليبيا أزمة كبيرة، في حين شدد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على البيئة المعقدة التي تحيط بالجزائر على المستويين الجهوي والدولي، والتي تعتبر اليوم مسرحا لمناورات جيو سياسية كبيرة وميدانا لتشابك عوامل تهديد وعدم استقرار”.
وجاءت زيارة المسؤولين السالفين الذكر، في خطوة اعتبرها المتتبعون للملف “ايجابية” للسياسة الخارجية والدبلوماسية الجزائرية لتعيد إلى “أوج عطائها”، وهي “مؤشر ايجابي “للعودة إلى الساحة الدولية، وهي خطوة من شأنها أن تكون بادرة “خير” للخطوات القادمة وإعادة صورة الجزائر للعالم كما كانت في السابق، فهي التي كانت تتوسط بين الأشقاء الفرقاء لحل أزماتهم وكانت تظهره في عديد الملفات والقضايا الكبيرة التي تظهر جليا في دول العالم.

تحديات صعبة تفرض الرجوع للواجهة

وبالعودة إلى المعطيات التي تشهدها الدول المجاورة ، تعيش الجزائر تحديات خارجية صعبة، بالنظر لما تعيشه بعض البلدان المجاورة في الجنوب الشرقي من أزمات، تستدعي من الدبلوماسية الجزائرية التحرك لحماية الحدود وأمنها واستقرارها، دون التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان حسما أكده العديد من المحللين السياسيين والمراقبين، ويرى المختصون أن هذه التحديات الصعبة تفرض على الدبلوماسية الجزائرية العودة إلى الواجهة لفرض نفسها ومكانتها في العالم.
وشددت الجزائر ممثلة في رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وكذا وزير الخارجية صبري بوقادوم ومنذ استلام مهامهما، على ضرورة إيجاد حلولا للأزمة الليبية في إطار الحوار بعيدا عن أي تدخلات أجنبية في الشأن الداخلي الليبي، ويأتي هذا بالموازاة مع الزيارة التي قام بها كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، ووزير الخارجية الليبي محمد طه سيالة، وكذا وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، حيث ينتظر أن تعرف الدبلوماسية الجزائرية منعرج ايجابي خلال الأيام القادمة وتعود للواجهة .

الدبلوماسية الجزائرية مجبرة على التحرك

وأدى التوتر والأوضاع الأخيرة التي تشهدها الحدود الجزائرية الليبية، إلى وضع الدبلوماسية الجزائرية أمام “حتمية التحرك” لإيجاد حلا للازمة وحماية حدودها من كل المخاطر والتهديدات الخارجية، وذلك في إطار الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ضمن المبادئ والأعراف التي تحملها السياسة الخارجية للبلاد، وهذا ما شدد عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وتحدث عنه وزير الخارجية صبري بوقادوم.
ويرى المحلل السياسي، أن الدبلوماسية الجزائرية أمام تحدي حقيقي في حل الأزمة الليبية، وهو ما تسعى إلى إبرازه وتجسد من خلال أول زيارة لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج للجزائر، وكذا وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، وهو خطوة “ايجابية” نحو إعادة إحياء الدبلوماسية الجزائرية.
وأوضح المحلل ذاته، في تصريح لـ “الإخبارية”، أن الجزائر وبعد ركود طويل عرفته الدبلوماسية تعود اليوم للواجهة بثوب جديد بوجود رئيس للبلاد، مؤكدا “البلاد كانت تعيش في فترة استثنائية منذ سنوات، واليوم نحن أمام وضع مختلف ومغاير يوجد رئيس جديد ، وبالتالي فإن الدبلوماسية الجزائرية ستعود للواجهة لا محال من خلال فرض موقفها في كبرى الملفات والقضايا التي تعنى بها”.
فضيلة.ح

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top