الاثنين 20 مايو 2024

الجزائريون يحيون أضحى “استثنائي” في ظرف صعب فرضه الكورونا

ⓒ 600-1660-780x405

أحيت العائلات الجزائرية عيد الأضحى المبارك في ظرف استثنائي خاص فرضه الوباء كورونا كوفيد 19، على غرار باقي الدول الإسلامية في بقاع العالم، وبالرغم من الأحزاب والمأسي التي خلفها الوباء لدى عديد الجزائريين، الا انهم رسموا صورا للفرح والتضامن في عز ازمة الكورونا، وبقي بصيص الامل يلوح في الأفق بانفراج الوضع في الآجال القريبة.

وغابت العادات والزيارات خلال يومي العيد لدى عامة الجزائريين في اطار تطبيق إجراءات الحد من انتشار الوباء كورونا كوفيد 19، فجاء العيد في ظرف استثنائي بسبب الاوضاع الصحية جعلت العائلات الجزائرية تتكيف مع هذا الظرف وتحي شعيرة الذبح على غير العادة في المنازل سعيا منها للحد من انتشار الوباء، وشهد يومي العيد ذبح الاضحية في المنازل وسط إجراءات عديدة على غرار ارتداء الكمامات والوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي وحتى الجسدي، و كان الغيد هذه السنة بدون صلاة افي المساجد ما افقد العيد فرحة خاصة بها.

وبدت العديد من العائلات خلال يومي العيد ملتزمة بإجراءات الوقاية الصحية ولو نسبيا، حيث وقفت ” الإخبارية” على ذلك في بعض الاحياء على مستوى بلديات العاصمة على غرار باب الوادي ، القصبة وساحة الشهداء وبولوغين.

“فوبيا” الكورونا تجبر العائلات على الذبح في المنازل والابتعاد عن التجمعات ولو نسيبا

لطالما كانت الأعياد خاصة عيد الأضحى المبارك فرصة لتجمعات واللمات خلال السنوات الماضية، حيث تحيي العائلات الجزائرية شعيرة الذبح سابقا مع جيرانها واقاربها راسمة لتجمعات كبيرة تتعالى معها أصوات الفرحة والضحك، ألا ان هذه الصور كلها غابت خلال هذا العيد المبارك، حيث فضلت العائلات الجزائرية احياء شعيرة الذبح في المنازل والشرفات بعيدا عن التجمعات واللقاءات خوفا منها من احتمال انتقال العدوى فيروس كوفيد 19، وشهدت العديد من الاحياء والتجمعات غياب هذه الصور خلال عيد الأضحى المبارك، وذلك في اطار تطبيق إجراءات الوقاية الصحية للحد من انتشار الوباء.

وقال أحد المواطنين ل” الإخبارية” أنه لطالما كان يحي شعيرة الذبح رفقة الأصدقاء والجيران وحتى العائلة الكبيرة، الا أنه فضل هذه السنة التخلي عنها وذبح الاضحية فقط مع أخيه بعيدا عن الصور التي كانت تشهدها كل العائلات الجزائرية خوفا من انتقال العدوى خلال التجمعات.

الزيارات ممنوعة وتغافر عبر “السوشيال مديا”

وعلى غير العادة غابت الزيارات بين العائلات والاقارب والأصدقاء بسب الوباء، وفي اطار تطبيق إجراءات الوقاية الصحية للحد من انتشار الوباء، وأقرت السلطات العليا بالبلاد هذه الإجراءات في اطار مخطط مكافحة الوباء، والتزمت العديد من العائلات ولو نسبيا خلال يومي العيد بهذا الاجراء وفضلت عدم القيام بالتجمعات واللمات لتفادي انتقال العدوى، وبحسرة شديدة تروي أحدى المصابات بفيروس كورونا كوفيد 19 رفقة زوجها، معاناتها في ظل الحجر المنزلي الصحي الذي فرض عليهما بسبب اصابتها بالوباء، وقالت ل” الإخبارية” هاتفيا” اضطررنا للبقاء في المنزل بعد التأكد من اصابتنا بالفيروس كوفيد 19 ومنعت من الخروج من منزلها ولو لزيارة عائلتها واقاربها، وذلك لعدم نقل العدوى لوالدها المصاب بمرض مزمن، وتابعت السيدة” :هذا العيد استثنائي، يارب ارفع عنا الوباء في اقرب الآجال”.

ولجأ الجزائريون الى منصات التواصل الاجتماعي للتغافر والتعايد بالعيد عوضا عن التنقل للعائلات والاقارب لتفادي انتقال العدوى، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي الى معارض للصور والادعية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وحملت صور الكباش ومكة المكرة متزينة بالألوان وكتب عليها “عيد اضحى مبارك وكل عام وانتم بالف خير ” .

ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الى ضرورة تجنب الزيارات واستغلال منصات التواصل الاجتماعي للتغافر لتفادي انتقال العدوى بين المواطنين.

الحرارة الشديدة تدفع المواطنين للهروب الى المنازل والشوارع شبه فارغة

وشهد عيد الأضحى المبارك هذه السنة التخلي على العديد من العادات والتقاليد والطقوس التي كان الجزائريون يواطبون عليها بسبب الحرارة الشديدة التي شهدتها اغلبية الولايات، حيث فضل المواطنين البقاء في بيوتهم مباشرة بعد شعيرة الذبح، وبدت أغلبية الشوارع والطرقات شبه فارغة من الساكنة .

ويأتي هذا في الوقت الذي دعت فيه السلطات الوصية المواطنين الى ضرورة البقاء يومي العيد في المنازل لتفادي انتشار الوباء والحد منه، والتقيد بإجراءات الوقاية الصحية، وبالرغم من تقيد بعض المواطنين بإجراءات الوقاية الصحية، عل غرار التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات وغيرها، واصل بعض المواطنين في ” استهتارهم” حيث لوحظ بعضهم من غير الكمامات خلال عملية الذبح وهذا ما تخوفت منه السلطات من احتمال ارتفاع عدد الإصابات ما بعد عيد الأضحى المبارك.

وغابت خلال هذا العيد صور الأطفال والعابهم التي لطالما انتشرت عبر الشوارع والطرقات بسبب الوباء، حيث الزمت العائلات اطفالها بالبقاء في البيوت لتفادي أي انتقال للعدوى وخوفا على ابناءها، في الوقت الذي دعا فيه المختصون الى البقاء في البيوت والالتزام بإجراءات الوقاية الصحية لتفادي الحد من انتشار الوباء.

الحنفيات جفت ومعانات العائلات كثرت يومي العيد

ومن جهة أخرى، شهدت عديد البلديات عبر الوطن انقطاع في التزود بالماء الشروب في أول يوم من عيد الأضحى المبارك ، وهو الوضع الذي عرفته أيضا بلديات العاصمة، بالرغم من تطمينات المسؤولين بتوفير المياه خلال يومي العيد.

وذهبت وعود المسؤولين بتوفير المياه خلال عيد الأضحى المبارك في مهب الريح، حيث عانت العائلات الجزائرية خلال اليوم الأول من العيد من انقطاع التزود بالمياه بالرغم من الحاجة الضرورية الى هذه المكادة خلال عملية الذبح، مما أدى الى سخط و تذمر المواطنين الذين اشتكوا من جفاف حنفياتهم تزامنا و عملية نحر أضاحيهم التي يعتبر فيها الماء ضرورة قصوى في عملية تنظيف مخلفات اضاحيهم.

وفي السياق، سبق وطمأن المسؤولون بضرورة توفير المياه خلال عيد الأضحى المبارك، الا أن العديد من العائلات الجزائرية، عانت الكثير من غيابه ضبيحة العيد دون أي سابق انذار وهذا ما زاد من غضب واستياء ربات البيوت.

وعاش أغلب سكان بلديات العاصمة صبيحة عيد الأضحى معاناة كبيرة بسبب غياب المياه بالحنفيات ، رغم تطمينات مؤسسة “سيال” بضمان التموين بالماء الصالح للشرب طيلة فترة عيد الأضحى، إلا أن قطع الشبكة كان مع بداية النحر في العديد من البلديات على غرار بولوغين، الزغارة، الدويرة ،السحاولة، درارية ،العاشور ،بوزريعة ،بئرمراد رايس ،الكاليتوس ،باب الزوار،اسطاوالي، بوشاوي ،…و غيرها من البلديات، وهو ما أثار استياءهم بسبب حاجتهم الماسية الى هذه المادة الضرورية أثناء عمليات الذبح وتنظيف أحشاء الذبيحة من “دوارة” و”بوزلوف” ،و هو الوضع الذي عانت منه العديد من العائلات.

وبالرغم من لجوء العديد من ربات البيوت الى تخزين المياه مسبقا خوفا من الانقطاعات، الا أنها اضطرت الى الانتظار حتى عودة المياه لتنظيف الذبيحة ومكوناتها، ومع ارتفاع درجة الحراراة التي شهدتها البلاد يومي العيد، ما جعل معاناة العائلات الجزائرية تتضاعف في انتظار عودة المياه.

ويرجع المسؤولون التذبذب في التزويد بالمياه الصالحة للشرب خلال يومي العيد ، في عديد المرات الى كثرة الطلب عليه وفي بعض الأحيان تبذير العائلات الجزائرية لهذه المادة الضرورية، وبالرغم من الحاجة الماسة للعائلات الى هذه المادة الضرورية خلال عملية تنظيف الذبيحة ومكوناتها، الا ان يبقى الحفاظ على هذه المادة الأساسية في حياتنا امر ضروري في ظل الارتفاع الكبير المسجل في الحرارة، ما يجعل استعمالها يكثر عليه الطلب أكثر فاكثر.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top