الاثنين 13 مايو 2024

البوليساريو تضرب بقوة وتدمر القواعد العسكرية المخزنية

البوليساريو

لأول مرة منذ إعلان جبهة البوليساريو العودة إلى الكفاح المسلح في نوفمبر 2020، وإلغاء اتفاقية وقف إطلاق النار مع المغرب الموقعة عام 1991، يت

ⓒ البوليساريو
كاتب صحفي

لأول مرة منذ إعلان جبهة البوليساريو العودة إلى الكفاح المسلح في نوفمبر 2020، وإلغاء اتفاقية وقف إطلاق النار مع المغرب الموقعة عام 1991، يتم الكشف عن صور ملتقطة بالقمر الصناعي، عن تمكن مقاتلي البوليساريو من تدمير قواعد عسكرية مغربية بشكل كامل أو جزئي، في رد على ما يبدو على تزايد اعتداءات الجيش المخزني على المدنيين الصحراويين عبر استعماله المكثف لسلاح الدرون.

وحسب ما نشره موقع “الصحراوي” المقرب من البوليساريو نقلا عن موقع DZ54، الذي نقل صورا قال إنها “حصرية” ملتقطة بالقمر الصناعي، فإن وحدات الجيش الصحراوي قد استهدفت بقصف مكثف قواعد وتخندقات جيش الاحتلال المغربي ودمرها في قطاع أوسرد جنوب الصحراء الغربية.

وأكدت المصادر ذاتها أن هذا القصف غير المسبوق، خلف خسائر فادحة في صفوف قوات الاحتلال المغربي وفي المعدات العسكرية التي يمتلكها.

ولم توضح تلك المصادر معلومات إضافية أو تفصيلية عن هذا الهجوم الكبير، غير أن الصور التي تم نشرها مرفقة بالخبر، والتي لم يتم التحقق منها، تظهر احتراق ما لا يقل عن أربعة قواعد عسكرية للجيش المغربي.

وكانت وزارة الدفاع الصحراوية قد أكدت في بيانين عسكريين متلاحقين (652 و653) يومي السبت والأحد الماضيين، نقلتهما وكالة الأنباء الصحراوية الرسمية، توجيه 11 قصفا لأهداف عسكرية مغربية يوم السبت بالقرب من منطقة قلب الناس، في قاطع أوسرد، جنوب غربي البلاد إضافة إلى مواقع في أتويزكي، المحبس، حوزة والفرسية وبمناطق كلب النص، الكصبة، العرية، أعكد أركان، لعكد، لكطيطيرة، تاركانت، روس أربيب الكاعة، روس ديرت، الفيعيين وروس أوديات الشديدة.

في حين تمركز قصف يوم الأحد الذي استهدف قوات الاحتلال المغربي بمنطقتي أكويرة ولد أبلال وتنوشاد بقطاع المحبس، ومنطقة فدرة العش قطاع حوزة.

وإذا كانت البيانات العسكرية وحتى الأخبار المتداولة تتحدث عن قصف مدفعي صحراوي ضد تلك المواقع والقواعد العسكرية المغربية، فإن دقة القصف هذه المرة، قد تدفع للاعتقاد بأنه ربما يكون قد تم بواسطة سلاح الدرون الصحراوي، وإذا ما تأكد ذلك فسيكون ذلك بمثابة تحول هائل في تاريخ الصراع حول القضية الصحراوية، وأن كل المعادلات الجيوسياسية ستتغير كلية.

قوة ردع جديدة

وما يدفع لترجيح هذه الفرضية أن القصف جاء مباشرة بعد أيام قليلة فقط، من الإعلان غير الرسمي الذي أطلقه وزير الداخلية الصحراوي “عمر منصور” عقب استقباله في نواكشوط من طرف الرئيس الموريتاني “محمد الشيخ ولد الغزواني” كمبعوث من الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، حين أكد في حديث غير رسمي أن “الجيش الصحراوي سيستخدم قريبا طائرات بدون طيار في حرب الاستنزاف في الصحراء الغربية”.

وكانت جهات إعلامية مقربة من البوليساريو قد أكدت أن الجبهة باتت تمتلك فعلا هذا السلاح الفتاك “الدرونات“، وهي الآن بصدد الاستعداد لاستعمالها كرد على لجوء المغرب المكثف لسلاح الدرونات لسحق القضية الصحراوية اعتمادا على التكنولوجيا الإسرائيلية.

وما يرجح هذه الفرضية أيضا، أن البوليساريو تكون قد أدركت مبكرا خطورة سعي المخزن عبر تحالفاته مع “إسرائيل” وغيرها، على مستقبل القضية الصحراوية وعلى التوازن الاستراتيجي ومستقبل العمل المسلح للصحراويين، دون اللجوء إلى نفس السلاح الذي جلبه الجيش المغربي المتمرس خلف الجدار العازل، بغرض الوصول إلى عمق العدو وتحقيق قوة ردع حقيقية في مواجهة الدرونات المغربية.

وأدى تلويح البوليساريو على لسان وزير داخليتها قرب امتلك سلاح الدرونات، إلى رعب كبير في أوساط المخزن، وإلى خروج وزير خارجية المخزن ناصر بوريطة قبل أيام لاتهام إيران بالوقوف وراء تسليح البوليساريو بهذا السلاح الفتاك، بدعوى أن “مسألة الفاعلين المسلحين غير الحكوميين أصبحت ظاهرة تشكل خطرا على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين”، وأن “حصول هؤلاء الفاعلين غير الحكوميين على أسلحة وتقنيات متطورة خطير جدا على السلم والأمن الإقليميين”.

ومن شأن تسريب مثل هذه الصور عن تدمير قواعد عسكرية مغربية، أن تكون ردا حاسما على الاداعاءات المغربية التي ظلت تنفي وجود أي حرب في الصحراء الغربية، في محاولة للتستر أولا على الخسائر الفادحة التي يتكبدها جيش الاحتلال أمام الرأي العام المغربي، وأيضا لإيهام الرأي العام الدولي بأن الوضع مستتب له في محاولة لفرض الأمر الواقع.

وتكشف هذه الأحدث المتسارعة أن ملف النزاع في الصحراء الغربية، مقبل على تطورات كبيرة في الأيام والأشهر المقبلة، بعد أن غير العديد من الفاعلين الدوليين رؤيتهم للنزاع الصحراوي، وباتوا أكثر استعدادا للانخراط فيه سواء في جانب نصرة المحتل المغربي، أو دفاعا عن قضية الشعب الصحراوي دبلوماسيا وحتى عسكريا.

YouTube video

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top