الأحد 19 مايو 2024

استقلال ناقص

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

نعم من المهم أن نحتفل بعيد الاستقلال الذي حرر الأرض بعد طول استعمار استيطاني هو الأبشع في التاريخ الحديث.. لكن الأهم هو أن نسعى لاستكمال استقلال الأرض باستقلال الإنسان الذي يعيش عليها وحريته.. ذلك أن ثورة نوفمبر المجيدة التي انطلقت لتحرير الأرض والعرض وتحرير الإنسان والتاريخ.. رغم عظمة ما أنجزته.. إلا أنها تعرضت للأسف الشديد لثورة مضادة قادتها القوة الاستعمارية الفرنسية منذ السنوات الأولى لانطلاقتها.. فكانت الخيانات والاغتيالات ومحاولات الالتفاف على بيان نوفمبر عبر صناعة أرضيات مضادة لأهدافها وتحريك طابور خامس من العملاء للاختراق قبل أن تخلص إلى مفاوضات إيفيان وبنودها السرية التي بترت الاستقلال من روحه وجعلتنا للأسف ندفع ثمن ذلك غالبا في استمرار التبعية والوصاية الفرنسي، على بلد قام بأعظم ثورة وقدم من التضحيات والشهداء ما لم تقدمه أي أمة أخرى.

الفايدة :

إن الوعي اليوم بحقيقة الاستقلال الناقص.. وما هي القضايا التي تنقصنا لاستكمال سيادتنا الوطنية على ثرواتنا وعلى قرارنا الوطني.. الوعي بأن التخلص من أذناب فرنسا الذين تركتهم وزرعتهم بيننا لسرقة هذا الاستقلال والالتفاف عليه.. هو اليوم أهم عناصر المقاومة التي لا تقل شرفا عن شرف الجهاد بالسلاح الذي قاده بالأمس المجاهدون والشهداء .

والحاصول:

نعم يمكننا أن نحتفل بعيد الاستقلال لنغيض به الحركى الجدد بين ظهرانينا.. لكننا والله لن ننعم باستقلال كامل حتى يتم القضاء على أولاد فرنسا وريحة فرنسا كلية من أرض الشهداء.. إن ذلك هو الدواء الوحيد والترياق الفريد لكل أمراضنا.. وكل السموم التي تنخر أرض الإسلام والعروبة التي اسمها الجزائر.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top