الأحد 19 مايو 2024

أيها الأحرار

ⓒ hacene-zehar
كاتب صحفي

توجُّهُ أغلبية كبيرة من النواب الأحرار إلى إعلان مساندتهم برنامج رئيس الجمهورية، يطرح أسئلة حقيقية عن مفهوم الحرية والأحرار ضمن القوائم الانتخابية، وفي ضمن المفهوم الرسمي للحرية، تماما كما هم “أحرار” المعارضة والحراك، الذين لا يتوانون عن مساندة كل من يطعن في تاريخ الشعب ورموزه، ويعتبرون الخوض في قضايا هدم الدين واللغة والتاريخ والأسس التي بنيت عليها الدولة، مجرد إلهاء أو هي من قضايا حرية التعبير التي لا تعنيهم.

الفايدة :

يمكن للقوى المرتهنة للآخر أن تسمي نفسها كما شاءت، بل ويمكنها أن تحتكر لو أرادت تسمية “الأحرار”، لكن الحرية والتحرر ممارسة على أرض الواقع وليست مجرد شعارات، ولا يكفي هنا أن يكون الإنسان حرا من الارتباطات السلطوية وحسب وإنما عليه أن يكون حرا من سطوة الأقليات والدوائر النافذة أيضا، وإلا تساوى الجميع في العبودية مهما كانت أسماؤهم ومسمياتهم.

والحاصول:

لقد شوه هذا الطرف المساند أو ذاك المعارض لفظة “الأحرار” بشكل مثير للاستغراب كما لو أن هنالك اتفاقا على ذلك بينهما، ولا ندري بعد ذلك ما هو القصد إن لم يكن تكريس المزيد من مفاهيم العبودية في المجتمع، وجلب المزيد من الأنصار لفائدة الاستعباد والاستبداد، وعليه يجدر بـ”الأحرار” من كل ملة واتجاه أن يتوقفوا عن هذا الاستغلال السياسوي لهذه الكلمة قبل أن تنقرض قيم الحرية بالكامل من البلاد، وقبل أن يكفر ما تبقى فيها من أحرار حقيقيين بها وإلى الأبد.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top