الأحد 19 مايو 2024

ملف الذاكرة لا يتآكل بالتقادم ولا يقبل المساومة

ملف الذاكرة

رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يؤكد على أن ملف الذاكرة سيبقى في صميم انشغالات الدولة حتى تتحقق معالجته معالجة موضوعية

ⓒ رئاسة الجمهورية
  • الرئيس تبون: عناية الدولة بمسألة الذاكرة ترتكز على تقدير المسؤولية الوطنية في حفظ إرث الأجيال من أمجاد أسلافهم

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الثلاثاء، على أن ملف الذاكرة لا يتآكل بالتقادم، ولا يقبل التنازل والمساومة، وسيبقى في صميم انشغالات الدولة حتى تتحقق معالجته معالجة موضوعية، جريئة ومنصفة للحقيقة التاريخية.

وأضاف الرئيس تبون، في رسالة وجهها بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة المخلد للذكرى الـ79 لمجازر 08 ماي 1945، أن الاحتفاء بهذه الذكرى يعيد للأذهان المجازر التي أقدم على اقترافها الاستعمار بأقصى درجات الحقد والوحشية لإخماد سيرورة مد نضالي وطني متصاعد.

وأفاد رئيس الجمهورية، أن ذلك المد النضالي أدى إلى مظاهرات غاضبة عارمة انتفض خلالها الشعب الجزائري آنذاك، معبرًا عن تطلعه إلى الحرية والانعتاق، وكانت إعلانًا مدويًا عن قرب اندلاع الكفاح المسلح في الفاتح من نوفمبر 1954.

وأكد الرئيس على أن الشعب الجزائري صنع مشهدًا ملحميًا في هذه الانتفاضة التاريخية الخالدة في سطيف وقالمة وخراطة وعين تموشنت وغيرها من المدن الجزائرية، أصاب الاستعمار بالذهول والجنون، ودفعه إلى ارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية.

وشدد ذات المتحدث على أن ما حدث ذلك اليوم كان مشهدًا رهيبًا ومروعًا، جسد لحظة تاريخية مفصلية انعطفت بنضالات الحركة الوطنية ورصيدها عبر عقود من الزمن نحو المواجهة المسلحة التي قادها فيما بعد رجال ترعرعوا في صلب النضال الوطني ففجروا ثورة التحرير، وألقوا بها إلى الشعب ليعتنقها وينخرط في مسارها البطولي العظيم.

وأردف رئيس الجمهورية: “لقد جعلنا من ذكرى مجازر 08 ماي 1945، التي دفع فيها الشعب من دماء أبنائه خمسة وأربعين ألف شهيدًا، يومًا وطنيًا للذاكرة، اعتزازًا بفصول المسيرة الوطنية الحافلة بالنضالات جيلًا بعد جيل، منذ أن وطئت أقدام الاستعمار أرضنا الطاهرة”.

وتابع الرئيس، أن مظاهرات 08 ماي، إحدى المحطات الدامية التي سجلها التاريخ الحديث في مصاف النماذج المعبرة عن مناهضة الاستعمار والتعلق بالحرية والكرامة، وواحدة من أعظم الأمثلة في العالم على حجم وعمق التضحيات والدماء والمآسي التي تكبدتها الشعوب المستعمرة ثمنًا للتخلص من الظلم والهيمنة، واستعادة السيادة الوطنية.

وأوضح الرئيس تبون، أن عناية الدولة بمسألة الذاكرة، ترتكز على تقدير المسؤولية الوطنية في حفظ إرث الأجيال من أمجاد أسلافهم، وتنبع من اعتزاز الأمة بماضيها المشرف، ومن جسامة تضحيات الشعب في تاريخ الجزائر القديم والحديث لدحر الأطماع، وإبطال كيد الحاقدين الذين ما انفكوا يتوارثون نوايا النيل من وحدتها وقوتها، ومازالت سلالاتهم إلى اليوم تتلطخ في وحل استهداف بلادنا.

وشدد رئيس الجمهورية على أن “ملف الذاكرة لا يتآكل بالتقادم أو التناسي بفعل مرور السنوات، ولا يقبل التنازل والمساومة، وسيبقى في صميم انشغالاتنا حتى تتحقق معالجته معالجة موضوعية، جريئة ومنصفة للحقيقة التاريخية”.

وأكد الرئيس أنه وفي الوقت الذي يؤكد الاستعداد للتوجه نحو المستقبل في أجواء الثقة، “أعتبر أن المصداقية والجدية مطلب أساسي لاستكمال الإجراءات والمساعي المتعلقة بهذا الملف الدقيق والحساس وما يمثله لدى الشعب الجزائري الفخور بنضاله الوطني الطويل، وكفاحه المسلح المرير والوفي للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة”.

وختم رئيس الجمهورية رسالته، بالقول “إذ نحتفي اليوم بهذه الذكرى تعبيرًا عن تمجيد تاريخنا الوطني، وتكريسًا لعقيدة الوفاء لمن صنعوه بأنهار من الدماء، نقف بخشوع إجلالًا لتضحياتهم وترحمًا على أرواحهم الزكية، لنجدد عهدنا معهم لصون وديعتهم وذكراهم والمضي على نهجهم إلى جزائر قوية منيعة”.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top