الثلاثاء 21 مايو 2024

فرحة العرب

فرحة

الجميل في الموضوع أن الإقصاء المخزني كان على أيدي فريق ينتمي للدولة التي رفعت دعوى قضائية ضد الصهاينة حلفاء المخزن في محكمة العدل الدولية

ⓒ الكاف
كاتب صحفي

اعتقدت للوهلة الأولى أن الجزائريين وحدهم من فرحوا لإقصاء الفريق “المخزني” من بطولة كأس إفريقيا، على يد الفريق الجنوب إفريقي، حتى أنهم خرجوا في 58 ولاية للتعبير عن فرحهم، وذلك لأسباب تاريخية وسياسية معروفة، زيادة على فرحة بعض المغاربة المبالغ فيها بعد إقصاء الفريق الجزائري، إلا أني تفاجأت للفرحة العارمة التي عمت الأقطار العربية جميعا، وخاصة دول شمال إفريقيا كلها، مثل مصر وتونس وليبيا وموريتانيا، في حالة نادرة من التلاحم العربي ضد فريق يقال عنه إنه عربي، علاوة على أنه يدعي أنه رابع فريق عالمي بعد مونديال قطر.

وإذا كنا نحن كجزائريين نعرف تماما طبيعة هذا الفريق الذي يقف خلفه المخزن المطبّع، ويستغله أبشع استغلال في الجانب السياسي، لتنويم المغاربة عن الخيانة العظمى التي ارتكبها النظام الملكي الذي تجاوز التطبيع مع الصهاينة إلى التحالف العسكري والاستخباري ضد الجزائر، فإن تصريحات المدرب العنصري وليد الركراكي عن رفضه تمثيل “الراية العربية” في البطولة بعد إقصاء مصر، كما لو إنه يقول إنه يمثل “الراية الإسرائيلية”، كشفت للمصريين والعرب جميعا حقيقة هذا الفريق وحقيقة مسؤوليه.

الفايدة:

إن القدر قد أنصف الجزائريين والعرب والقضية الفلسطينية بهزيمة فريق كان المخزن ينتظر أن يستثمر بشكل فاضح في انتصاراته، للترويج للتطبيع وتلميع المطبعين، والجميل في الموضوع أن الإقصاء المخزني كان على أيدي فريق ينتمي للدولة التي رفعت دعوى قضائية ضد الصهاينة حلفاء المخزن في محكمة العدل الدولية، وتمكنت من تعرية هذا الكيان المجرم.

والحاصول:

إن فرحة الجزائريين والعرب لإقصاء الفريق المخزني المطبّع، الذي لا يريد تمثيل العرب، هي فرحة للغزاويين وكل أهل فلسطين قبل كل شيء، وصفعة للكيان وأذنابه، ولذلك كانت تلك الفرحة التي شاهدها العالم كله، عربية أولا، وعارمة بشكل استثنائي ثانيا.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top