الأربعاء 26 يونيو 2024

المثقف الحَرْكي!!!…

المثقف

بيع القلم واللسان أقبح من بيع الجندي لسلاحه

ⓒ ح.م
كاتب صحافي

قال شاعر الثورة الجزائرية المرحوم مفدي زكرياء في قصيدة تحت عنوان “صلوات إلى بنت العشرين” غداة الاستقلال وبالضبط في الذكرى العشرين لعيد الثورة التحريرية المباركة بمناسبة المهرجان الثاني عشر للشعر: واحذروا في دنيا الثقافة (حركيين) كم ضللوا شباب الجزائر، وقبل ذلك كان قد قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي خليفة الإمام عبد الحميد بن باديس في افتتاحية جريدة البصائر غداة الحرب العالمية الثانية عند عودتها إلى الصدور بعد التوقف: إن بيع القلم واللسان أقبح من بيع الجندي لسلاحه!.

ولا داعي أن نقارن بين قول الشاعر مفدي زكرياء بعد الاستقلال الذي راح يحذر من الحرْكى في عالم الثقافة والمثقفين وبين قول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في أثناء الاحتلال، حيث راح يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك بقوله أن يبيع المثقف قلمه ولسانه أقبح من أن يبيع الجندي سلاحه، والحقيقة أن المثقف في أثناء الثورة أو قبلها ثم بعد الاستقلال لم يكن يملك غير القلم أو اللسان يحارب به الأعداء أو يكافح به من أجل التغيير، ولم يعد الأمر يختلف عما كنا عليه في أثناء الاحتلال أو ما أصبحنا عليه بعد الاستقلال، فالعدو هو العدو لم ولن يتغير أبدا، ولكن الأسف كل الأسف هو أن يكون العدو الذي يواصل معركة العدو هو منا ولكننا نحن لسنا منه حتى وإن كان منا !!..

لقد كان العدو في أثناء الاحتلال يحارب الدين واللغة ويعمل على طمس الشخصية الوطنية بمختلف الأسلحة الفتاكة وقد انضم إليه من بني جلدتنا من انضم، من رجال الثقافة والدين في ذلك الوقت، ولم يعد الأمر يختلف اليوم؛ ففي الحرب ضد العقيدة والهوية نرى الكثير من المثقفين الذين يتقدمون الصفوف والمشهد السياسي والإعلامي هم الذين سرعان ما يتحولون إلى معاول للهدم بل إنهم هم الذين يبيعون العدو أقلامهم وألسنتهم وذلك أهون من أن يسلم الجنود أسلحتهم في الحرب !!!…

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top