الجمعة 17 مايو 2024

التفجيرات النووية الفرنسية بالجزائر جريمة مكتملة الأركان

التفجيرات

التفجيرات النووية الفرنسية بالجزائر جريمة حرب كبرى لا تسقط بالتقادم

ⓒ ح.م
  • التفجيرات النووية الفرنسية جرائم مستمرة لا تزال انعكاساتها وتأثيراتها قائمة لغاية اليوم

تمرّ هذا الثلاثاء، الذكرى الـ63 لأولى التفجيرات النووية الفرنسية بالجزائر، وهي جريمة حرب كبرى لا تسقط بالتقادم اقترفتها السلطات الاستعمارية بالجنوب الكبير، وتعتبر “إبادة جماعية” بمفهوم القانون الدولي، وهذا في سياق المساعي الرامية إلى إخراج هذا الملف من دائرة النسيان.

وفي هذا السياق، اعتبر أساتذة جامعيون ومختصون في القانون الدولي، في لقاء نظم، الاثنين، بالبليدة، التفجيرات النووية التي قامت بها فرنسا الاستعمارية برقان في الصحراء الجزائرية في 13 فيفري 1960، بمثابة “جرائم مستمرة” لا تزال انعكاساتها وتأثيراتها النووية قائمة إلى غاية يومنا على الانسان والحيوان والنبات على حد سواء.

وأكد المشاركون، خلال أشغال الملتقى الرابع لإحياء الذكرى الـ64 لتفجيرات القنبلة النووية برقان 13 فيفري 1960 الذي احتضنه متحف المجاهد “جلول ملايكة” بأولاد يعيش، أن هذه الجرائم لا تزال تأثيراتها السلبية النووية قائمة بالمنطقة ما جعلها “محرمة” بفعل الاشعاعات النووية المتواجدة بها وكذا بالنظر لمختلف الأورام السرطانية التي يعاني منها السكان والقوافل التجارية التي تعبر المنطقة.

وذكر الاستاذ عبد السلام كمون من جامعة أدرار ورئيس قسم التاريخ والآثار، أن ما ارتكبته فرنسا “جريمة مكتملة الأركان” لأنها “استعملت التكنولوجيا لأغراض دنيئة”، لافتا الى أنه لا يمكن حصر ضحايا السلاح النووي في تلك الفترة وفقط وإنما امتد ذلك عبر الأجيال.

وتساءل المحاضر كيف لسكان يعتمدون في عيشهم على مواد غذائية بسيطة خالية من المواد الحافظة المسببة للسرطان، المعاناة منذ هذه التفجيرات وإلى غاية اليوم من مختلف الأمراض الخطيرة مثل سرطان الجلد والدم والغدة الدرقية في مرحلة الطفولة وإجهاض عدد كبير من النساء وارتفاع في نسبة الصم والبكم والمتخلفين ذهنيا ما يفسر جليا الآثار التي خلفتها هذه الاشعة النووية.

من جهتها، اعتبرت أستاذة القانون بجامعة “علي لونيسي” بالعفرون، صباح مريوة، أن ما جرى فجر 13 فيفري 1960 وما تلاه من تجارب سطحية وباطنية يعد “إجراما” حسب القانون الدولي، مشيرة إلى أن القصد من وراء هذه التفجيرات هو استهداف الانسان والطبيعة وهي في منظورها بمثابة “جريمة إبادة للجنس البشري” وفق ما جاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 11 ديسمبر 1946.

وأضافت أنه ما يحز في نفوس الجزائريين أن الرأي العام العالمي يتذكر أحداث هيروشيما وناغازاكي وحتى تشرنوبل، في حين لا يعرف عن مأساة رقان و”إين يكر” إلا القليل, مما يتطلب تنظيم الكثير من الملتقيات الوطنية والندوات العالمية للتعريف بهذه الجرائم التي تبقى راسخة في الأذهان وغير قابلة للتقادم، -حسبها-.

YouTube video

@ المصدر: وكالات

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top