الاثنين 20 مايو 2024

ماذا يريد عميل المخزن “بن كيران” من الجزائر؟

بن كيران

العميل "الإسلاماوي" للقصر الملكي المخزني عبد الإله بن كيران يعود مرة أخرى لدس السم في العسل للجزائر والجزائريين

ⓒ ح.م
  • الأمين العام لحزب العدالة والتنمية تجاوز كل الخطوط الحمراء بتدخله بشؤون الجزائر
كاتب صحفي

مرة أخرى، يعود العميل “الإسلاماوي” للقصر الملكي المخزني، عبد الإله بن كيران، لدس السم في العسل للجزائر والجزائريين، عبر نقل رسائل المخابرات المخزنية “المشفرة” للجزائر من خلال خطاباته المتكررة والممجوجة، إلا أنها هذه المرة تميزت بلغة تهديد واضحة، مع تجاوز كل الخطوط الحمراء من خلال السماح لنفسه بالتدخل الفج في الشؤون الداخلية الجزائرية.

وتجرأ عميل القصر الملكي المخزني، الأمين العام لما يسمى حزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني لحزبه، بمدينة بوزنيقة، السبت، على تجاوز كل خطوط اللياقة والاحترام التي ظل يحاول في الماضي إبداءها حيال الجزائر، بأن هدد الجزائريين بأن “يكفوا عن معاكسة المغرب عبر أداتهم الانفصالية” قاصدا بذلك جبهة البوليساريو، متوعدا أنه “يجب الالتزام بالحكم الذاتي في الصحراء الغربية قبل فوات الأوان”.

وحملت عبارة “قبل فوات الأوان” التي قرأها بن كيران من ورقة مكتوبة، كدليل على أن هذا الخطاب الجديد لبن كيران هو من وحي المخابرات المخزنية، تهديدا واضحا للجزائر، بأن عليها الرضوخ للرؤية المخزنية في أقرب وقت قبل أن يصبح ذلك غير ممكن، في صيغة تهديد وقحة، خاصة وأنها تضمنت إساءة إضافية بقوله “إن مؤامرات الجزائريين على مدى خمسين سنة ضد المغرب لم تجد نفعا”.

وبلغة استعلائية فارغة، خالية من أي مدلول، ادعى بن كيران أن “المغرب لا يريد أن يهزم إخوانه الجزائريين”، كما لو أن المغرب يمتلك أدوات القوة الكافية لهزيمة الجزائر، في حين تشير كل الدلائل الواقعية إلى الفرق الكبير في القوة العسكرية والاقتصادية والجغرافية وغيرها بين الجزائر والمغرب، واستحالة طرح مثل هذه الفكرة الغبية عن “هزيمة المغرب للجزائر”، اللهم إلا في ما تعلق بأوهام الجهات التي تملي على بن كيران ما يقول وما لا يقول، تماما كما أملت على حزبه المضطرب اليوم، التوقيع بالأمس على اتفاقية الخيانة والتطبيع مع الكيان الصهيوني، ويلبسهم عار الأمة إلى يوم الدين.

استثمار خبيث في العشرية السوداء

وفي التفاتة خبيثة جدا، وتثبت وساخة الطرح المخزني عبر البوق الإسلاماوي ممثلا في بن كيران، تدخل هذا الأخير بطريقة فجة في الشأن الداخلي الجزائري، من خلال نقطة غاية في الحساسية، عندما عاد بكل خبث إلى أحداث التسعينات المؤسفة التي عاشتها الجزائر، ليحاول إثبات ولاء المؤسسة العسكرية الجزائرية لفرنسا.

وادعى بن كيران في معرض ما تم الإيحاء به له، أنه ينقل شهادة سفير فرنسي سابق ذكر أن قادة الجيش الجزائري استشاروا فرانسوا ميتران في موضوع الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية عام 1991، وأنه أجابهم بأن “الدور الثاني لتلك الانتخابات لا يجب أن يكون”، في إشارة خبيثة منه، على أن وقف المسار الانتخابي في الجزائر، كان بأمر من فرنسا ومن الرئيس ميتران، وهي أوهام ظل المخزن وعملاؤه يريدون تسويقها في محاولة لإثبات فكرة أن الجزائر تحكمها فرنسا، بعكس المغرب الذي يحاولون دائما تصويره على أنه خرج من العباءة الفرنسية وأنه مستقل عنها، بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع هي العكس تماما، والأمثلة والأدلة على ذلك لا تعد ولا تحصى.

وتشير هذه التصريحات الحاقدة، التي أراد من خلالها بن كيران، الناطق غير الرسمي باسم المخابرات المخزنية، على صدق الاتهامات الجزائرية للمخزن، بدعم الإرهاب في سنوات التسعينيات واحتضان الجماعات المسلحة وتقديم السلاح لها، بغرض إضعاف الجزائر من الداخل، حتى يسهل على المخزن تمرير مخططاته التوسعية في الصحراء الغربية أولا، ثم في الصحراء الجزائرية ثانيا، التي ما زال يدعي، إلى اليوم، عبر أبواقه، أحقيته فيها.

سوابق بن كيران الكارثية مع الجزائر

وتخصص بن كيران منذ عدة سنوات، وهو المقرب جدا من القصر الملكي، وقد تولى من قبل منصب رئيس الوزراء، في الحديث عن الشأن الجزائري عبر تحوله إلى ساعي بريد مفضوح للمخزن لحمل رسائل من نوع خاص وتبليغها للجزائر بطريقته البهلوانية المعروفة.

ومن ذلك أن بن كيران، أعلن في شهر ديسمبر من العام 2021، بعد الهزيمة التاريخية لحزبه في الانتخابات عقب توقيع رئيسه السابق سعد العثماني على وثيقة التطبيع، أن حزبه سيدافع عن الملك في حال قيام حرب مع الجزائر، قبل أن يتجاوز ذلك ويقوم بتحميل الجزائر مسؤولية تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل بقوله أنه “لولا الجزائر ما بلغت علاقات المغرب بإسرائيل إلى التطبيع”.

كما سبق لبن كيران أن دعا للتعبئة ضد الجزائر، ودعوته المغاربة للتجهز للحرب التي سيخوضونها ضد الشعب الجزائري والسيادة الجزائرية والأراضي الجزائرية، مستشهدا بالآية الكريمة “يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون”، في تحريض للشعب المغربي بأن عليكم أن “تتجهزوا حتى تموتوا أو تميتوا الشعب الجزائري”.

ولا تشير الخرجة الجديدة هذه لبن كيران، الذي بات يشتغل ساعي بريد الرسائل المشفرة للمخزن نحو الجزائر، إلى تعاظم ما يمكن تسميتها بـ”عقدة الجزائر” لدى هذا النظام المخزني، الذي يجد نفسه اليوم، رغم استعانته الوقحة بالصهاينة، وتحالفه مع أعداء الأمة، محشورا في الزاوية محاصرا بقوة الجزائر، وبثباتها الذي لا يتزحزح عن مواقفها المبدئية التي يعرفها الجميع.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top