قررت كل من شرطة باريس ومرسيليا، منع المناصرين من الجالية الجزائرية والتونسية من دخول وسط المدينة، والاحتفال بفوز أي منهما بكأس العرب المنظمة في قطر، وذلك بعد استغلال احتفالات سابقة سياسيا من قبل مترشحين للرئاسة الفرنسة.

وأعلنت شرطة باريس، من خلال بيان لها، عن وضع مخطط أمني خاص تحسبا للنهائي العربي الذي سيجمع قطبي شمال إفريقيا الجزائر وتونس، مبررة ذلك بما وصفتها “التجاوزات” التي عرفها حي “بارباس” بعد مقابلة الجزائر وقطر.

وحسب القرار سيمنع أنصار الجزائر وتونس من دخول “الشانزيليزيه” والمناطق المحيطة به، بالإضافة إلى 31 ساحة وشارع في العاصمة الفرنسية، من الساحة 11.00 إلى غاية 06.00 من صبيحة يوم الأحد.

وأفادت مصالح الأمن الباريسية بأن هذه القرارات تأتي في إطار حماية التجار في تلك المناطق، بالإضافة إلى السياح والسكان خصوصا وأن المقابلة تتزامن مع احتفالات نهاية السنة.

واتخذ مقر شرطة مرسيليا قرارا مماثلا مشددة على أنه سيتم حظر “أي مظاهرة أو مسيرة وسط مدينة مرسيليا” بين الساعة 8 صباحا و 9 مساءا، ولم تشر السلطات بشكل مباشر إلى نهائي كأس العرب وتوضح قرارها من قبل “الحشد القوي في شوارع التسوق في مرسيليا” ليوم السبت الماضي قبل احتفالات نهاية العام.

إقرأ أيضا: “لوبان” تتوعد الجالية الجزائرية في فرنسا

ولم تكن قرارات شرطة باريس ومرسيليا بعيدة عن الإطار السياسي، خصوصا وأن قرارات مماثلة لم يتم إصدارها في أي وقت سابق خلال فوز المنتخب الجزائري خصوصا في مقابلاته، وحتى في فوزه بكأس افريقيا، حيث تأتي بعد استغلال الاحتفالات الأخيرة من طرف مرشحين للرئاسة الفرنسية لضرب الرئيس الحالي ماكرون.

وكانت مارين لوبان زعيمة، حزب الجبهة الوطنية الفرنسية، أول من علق على احتفال الجالية الجزائرية بفوز منتخبهم على المغرب، حث نشرت تغريدة قالت فيها “نهاية الإفلات من العقاب ستكون بعد 4 أشهر”، في إشارة منها إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستقام في شهر افريل القادم.

ويبدوا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أراد حرمان لوبان من استغلال ورقة المهاجرين المغاربة وعلى رأسهم الجزائريين، خلال احتفالاتهم، لاستمالة اليمين المتطرف، عن طريق إقرار هذه الإجراءات الأمنية.