يبدو أن إسبانيا قد تراجعت رسميًا عن موقفها السابق في قضية الصحراء الغربية بدعم مقترح المغرب المزعوم بـ”الحكم الذاتي”، والعودة لموقفها التقليدي، من خلال دعم الموقف الأممي، وذلك بالتزامن مع إعادة تطبيع العلاقات مع الجزائر، ما شكل صدمة للمغرب.

ونشرت وزارة الخارجية الإسبانية على موقعها الرسمي النسخة الجديدة من النص الذي يشرح سياستها تجاه قضية الصحراء الغربية، والذي لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى دعمها لمقترح المغرب المزعوم في الحكم الذاتي، ما يمكن تفسيره بأنّ الحكومة الإسبانية عادت إلى موقفها التقليدي من الصراع في الصحراء الغربية، وهو دعم الموقف الأممي.

وأوضحت الوزارة الإسبانية، أن المغرب العربي على رأسها الجزائر، تعتبر منطقة استراتيجية بالنسبة لإسبانيا بسبب قربها الجغرافي وروابطها التاريخية وكثافة التبادلات البشرية والاقتصادية والثقافية التي تجري هناك.

وتطرقت الوزارة، إلى التوتر الدبلوماسي الأخير مع الجزائر، حيث أكدت فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، أن إسبانيا تدعم التوصل إلى حل سياسي مقبول للطرفين، في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.

وأكدت إسبانيا أنها تدعم عمل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وتحافظ على التزامها الإنساني تجاه سكان مخيمات اللاجئين الصحراويين، مما يجعلها أول جهة مانحة ثنائية.

كما أشارت إسبانيا، إلى أن منطقة المغربي العربي، خاصة الجزائر، تعتبر شريكًا رئيسيًا في المجال السياسي، حيث وقعت إسبانيا معاهدات الصداقة وحسن الجوار والتعاون ويجري الحوار السياسي في إطار اجتماعات رفيعة المستوى.

ويأتي تغير موقف إسبانيا الجديد تجاه قضية الصحراء الغربية، بالتزامن مع إعادة تطبيع العلاقات مع الجزائر، ورغبتها في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين بعد أزيد من عام على القطيعة الجزائرية، من خلال العودة لموقفها السابق والتخلي عن فكرة دعم المقترح المغربي المزعوم.