الجمعة 29 مارس 2024

قمة “تيكاد” تعمق عزلة نظام المخزن

تيكاد

أكدت القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي "تيكاد" بتونس، أن نظام المخزن المغربي أصبح يعيش اليوم حالة تخبط ويأس غير مسبوقة نتيجة

ⓒ تيكاد

أكدت القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد” بتونس، أن نظام المخزن المغربي أصبح يعيش اليوم حالة تخبط ويأس غير مسبوقة نتيجة سوء التقدير والتسرع في اتخاذ القرارات، كما أنه يمر بأكثر مراحل كيانه حرجا وأشدها تحديا وأخطرها عزلا عن العالم.

شكلت القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد”، التي تنعقد بتونس يومي 27 و28 أوت الجاري، إخفاقا آخر لنظام المخزن المغربي، الذي كما يبدو أنه أصبح يسير صوب العزلة إقليما ودوليا، بعدما بات يعرض منذ سنوات لسلسلة الانتكاسات السياسية والدبلوماسية، نتيجة انتهاجه سياسات متخبطة على المستويين الإقليمي والدولي، جسدها فشله بدبلوماسييه ومخابراته في التأثير على مواقف الدول بشأن القضية الصحراوية، التي أصبحت تحقق مكاسب دبلوماسية دولية بالجملة، لم يتصور أمير “المدمنين” وحاشيته أن تدخل هذه القضية العادلة المجال الحيوي والاستراتيجي في مختلف دول العالم، وتحقق عدة مكاسب على المستويين الداخلي والدولي، بالرغم من الجهات القوية التي تدعمه والتي تغذي التعنت والظلم المغربي، وكذا بعض اللوبيات الصهيونية بالرغم من أن أكثر ما يهم هؤلاء الآن هو الإطالة بالحل.

ووفق إعلان لوزارة الخارجية المغربية، قررت خلاله عدم مشاركة المغرب في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، التي تنعقد بتونس يومي 27 و28 أوت الجاري، والاستدعاء الفوري لسفيره بتونس للتشاور، عقب موقف تونس في إطار هذه القمة والذي جاء ليؤكد موقف تونس الثابت إزاء القضية الصحراوية إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع.

وفي هذا السياق، علقت الخارجية التونسية على قرار المغرب مقاطعة ندوة “تيكاد” الدولية على خلفية استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لرئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي، معربة في بيان لها عن استغرابها الشديد مما ورد في بيان المغربية من تحامل غير مقبول على تونس ومغالطات بشأن مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” التي انطلقت السبت.

وأوضح البيان أن تونس حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء الغربية التزاما بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع، وبينت الخارجية أنه خلافا لما ورد في البيان المغربي، فقد قام الاتحاد الإفريقي في مرحلة أولى بصفته مشاركا رئيسيا في تنظيم ندوة طوكيو الدولية بتعميم مذكرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي بما فيهم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، للمشاركة في فعاليات قمة “تيكاد-8” بتونس.

كما وجه رئيس المفوضية الإفريقية، في مرحلة ثانية، دعوة فردية مباشرة للجمهورية الصحراوية لحضور القمة، مشيرة إلى أن هاتين الدعوتين تأتيان تنفيذا لقرارات المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في اجتماعه المنعقد بلوزاكا عاصمة زمبيا يومي 14 و15 جويلية 2022 – بحضور الوفد المغربي – حيث أكد القرار على ضرورة دعوة كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي للمشاركة في قمة “تيكاد-8”.

وأشار البيان إلى أنه سبق لكل من الجمهورية الصحراوية والمغرب، أن شاركا في الدورات السابقة للتيكاد وفي اجتماعات إقليمية أخرى في السنوات الماضية، وتابعت أنه “بناء على ما سبق من معطيات موثقة لدى الاتحاد الإفريقي، لا وجود لأي تبرير منطقي للبيان المغربي، لا سيما وأن تونس احترمت جميع الإجراءات الترتيبية المتعلقة باحتضان القمة وفقا للمرجعيات القانونية الإفريقية”.

وأكدت تونس حرصها على المحافظة على علاقاتها الودية والأخوية والتاريخية العريقة التي تجمعها بالشعب المغربي، رافضة بشكل قطعي ما تضمنه البيان المغربي من عبارات تتهمها باتخاذ موقف عدواني تجاه المغرب ويضر بالمصالح المغربية.

وشددت الخارجية التونسية على رفضها التدخل في شؤون تونس الداخلية وأكدت سيادة قرارها الوطني، مضيفة أنه على هذا الأساس فقد قررت تونس دعوة سفيرها بالرباط حالا للتشاور.

وبهذا الابتزاز الغريب والسلوك غير الدبلوماسي يكون نظام المخزن المغربي قد وقع في سقطة دبلوماسية كبيرة، بعدم قبوله الجلوس مع الرئيس الصحراوي إبراهيم غالى تحت يافطة الإتحاد الإفريقي، ورفضه المشاركة في قمة اليابان وإفريقيا بتونس، وافتعال أزمة مع بلد شقيق لمجرد تعاطيه مع رئيس منتخب من شعبه ومعترف به من قبل العديد من دول العالم.

وأكثر من ذلك أن الصحراء الغربية حقيقة واقعية يجب التعامل معها، ودولة عضو بالاتحاد الإفريقي وكيان يتجذر داخل المنظومة الإقليمية بسواعد أبنائه، كما أن قضية تصفية استعمار هذا البلد لا يمكن أن تجد طريقها للحل إلا عبر تفعيل مبدأ تقرير المصير، ونسيان تغريدة ترامب قد يكون بوابة لأي عمل عقلاني يراد له أن يثمر، وأن النصر حليف القضية مهما طالت معاناة هذا الشعب الأعزل.

YouTube video

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top