الخميس 28 مارس 2024

المغرب… “حراك نائم” لمواجهة “خيانة” التطبيع

المغرب

تتواصل ردود الفعل في الساحة السياسية في المغرب في التدفق عقب الإعلان عن تطبيع العلاقات مع الصهاينة، حيث عبرت أحزاب وتكتلات سياسية

ⓒ المغرب

تتواصل ردود الفعل في الساحة السياسية في المغرب في التدفق عقب الإعلان عن تطبيع العلاقات مع الصهاينة، حيث عبرت أحزاب وتكتلات سياسية عدة عن رفضها المطلق لاتفاق العار الموقع بين الطرفين، معتبرة إياه جريمة وخيانة ويمثل رأيا “مخزنيا” ولا يمت للشعب المغربي بصلة، محذرة من سيناريو أسوأ يطبخ في الخفاء يحظر له الشعب المغربي.

وآخر هذه الردود ما كشفه القيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي، عبد العالي حامي الدين، في مقال له حول موضوع “التطبيع بين منطقي الدولة والأمة.. مأزق إسلاميي المغرب”، عن فصول جديدة من خفايا توقيع رئيس الحكومة المغربي السابق سعد الدين العثماني على اتفاق “العار”، معلنا أن حضور العثماني في مشهد التوقيع يحتاج إلى نقد ذاتي واعتراف بهذا الخطأ الشنيع وتقييم لموقف الحزب الذي يبقى وصمة عار في تاريخه.

ودعا حامي الدين في مقاله إلى بناء جبهة شعبية عريضة للتصدي لمظاهر الاختراق الصهيوني بالمغرب التي اتخذت، بحسبهـ منحى مقلقا وخطيرا، كما أصبحت تتمتع بغطاء سياسي واضح، مشيرا إلى محاولات حثيثة لخلق ثقافة مجتمعية متعايشة مع تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.

وأكد القيادي أن السلطة التي تدبر الشأن العام تحتاج من نخبتها المفكرة والواعية إلى تنبيهها لأخطائها وانزلاقاتها في العديد من المحطات، وذلك خدمة للدولة نفسها وللمصالح الوطنية بشكل حقيقي، وهو ما يستلزم الكثير من النضال من أجل دمقرطة القرار العمومي، داعيا “المخزن” إلى مراجعة بعض قراراته، وختم حامي الدين كلامه بالقول إن “الشعب المغربي يمتلك وعيا تاريخيا عميقا بالقضية الفلسطينية، كما لا يمكنه أن يقبل بالظلم والعدوان والاحتيال، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأرض الإسراء والمعراج”.

في المقابل، أدانت أحزاب معارضة ومنظمات مدنية قرار المخزن تطبيع العلاقات مع المحتل الصهيوني، معتبرة ما حدث بمثابة “المقايضة”، واستنكرت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” التي تضم أطرافا حزبية ونقابية ومدنية بالمغرب قرار التطبيع، معتبرة ذلك بمثابة الخطوة المفاجئة والشاردة عن الموقف العام للدولة المغربية خاصة في السنوات الأخيرة، برفض تصفية قضية فلسطين ورفض التطبيع الرسمي وصفقة القرن، داعية إلى التعبئة الشاملة على كل المستويات لمواجهة هذا التطبيع وحماية ذاكرة وموقع وموقف المغاربة الأصيل الداعم لكفاح الشعب الفلسطيني.

في السياق نفسه، أدانت منظمة الشباب في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني، معبرة عن رفضها لمحاولة ربطه بقضية الصحراء الغربية، والأمر ذاته بالنسبة للأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب التي انتقدت هي الأخرى الاتفاقيات التي وقعها المخزن مع الصهاينة، محذرة من رهن السيادة الوطنية ببلادها منبهة في الوقت ذاته إلى النتائج العكسية للتطبيع كون القرار حسبها لم يعد في يد ملكهم ولا في يد الشعب المغربي وسيادته تسلب منه.

وهاجمت المسؤولة الحزبية اتفاق التطبيع متسائلة: “كيف يمكن غدا أن نطالب بسبتة ومليلية والشركات الصهيونية جاءت للتنقيب؟”، مضيفة أن المغرب يعيش عبثا سياسيا في ظل وضع اقتصادي هش وارتفاع كبير في الفوارق الاجتماعية والفقر والبطالة.

أما حزب “التوحيد والإصلاح” وهو الجناح الدعوي لـ”حزب العدالة والتنمية” فقد استنكر كل محاولات التطبيع والاختراق الصهيونية لبلاده، معتبرا ما أقدم عليه محمد السادس وحاشيته تطورا مؤسفا وخطوة مرفوضة.
كما حذرت فيدرالية اليسار التي تشكل تحالفا سياسيا يضم حزبين من مخاطر التطبيع على المغرب وخاصة الشق الأمني منه، واستقرار منطقة الاتحاد المغاربي برمتها على درجة كبيرة من الأهمية.

واعتبر المفكر ووزير الثقافة الأسبق المغربي بنسالم حميش، أن ما وصفها بمحاولات التطبيع التي تجري مع المحتل الصهيوني بمثابة استعمار جديد لبلاده، ودعا اليهود المغاربة إلى إعلان تنصلهم من الكيان الصهيوني ومن سياسات حزبي العمل والليكود والإقرار بأنه مغتصب للأراضي الفلسطينية، بينما قال محمد الساسي القيادي في حزب فيدرالية اليسار “للأسف المغرب ارتمى في أحضان الصهاينة إننا نتألم في صمت، تم اختيار أسوأ توقيت لارتكاب هذه الحماقة”، وأردف: “المغاربة ضد التطبيع، حتى لو لم يخرجوا إلى الشوارع، وإن خرجوا هذه المرة فقد لا يعودون إلى بيوتهم”.

ورغم ما ذكر، لا تزال الغالبية العظمى من الشعب المغربي الحر تعارض هذا الاتفاق بسبب وقوفه في خندق القضية الفلسطينية ورفضه لكل أشكال الاحتلال، وإن لم يجاهر بحراك مناسب لعدة أسباب أبرزها حالة الصدمة المصحوبة بكل أشكال الترويع والتضليل التي تمارسها الأجهزة الأمنية المخزنية ضده أو المعارضين منه لهذا الاتفاق، غير أن مؤشرات تؤكد أن هناك جهات وأحزابا مغربية أُخرى تقف الموقف نفسه، وأن الشعب المغربي ومن خلال بعض الفعاليات التي تسود معظم المدن المغربية احتجاجا على الاتفاق وزيارة بيني غانتس وزير الحرب الصهيوني للمغرب بدأ يتحرك، وهذا الحراك قد يتطور ويقوى رغم محاولات إجهاضه أمنيا وتشويهه إعلاميا.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top