الثلاثاء 16 أبريل 2024

الجزائر تحيي الذكرى 43 لرحيل الزعيم “هواري بومدين”

هواري بومدين
ⓒ هواري بومدين

تحل، الذكرى 43 لرحيل الرئيس الجزائري الأسبق، وأيقونة الحركة الثورية، الزعيم “هواري بومدين”، الإثنين، الذي أوصل صوت الجزائر ومكانتها إلى أبعد أصقاع العالم، وجعل البلد “قبلة للثوار”، كما حقق في فترة حكمه قفزة نوعية في كل الميادين، بالنسبة لبلد لم يكن قد مر على استقلاله سوى سنوات قليلة، كما تعتزم الحكومة إحياء الذكرى ببرنامج ثري يعكس مكانة الراحل.

تمر اليوم 43 سنة عن رحيل القائد والزعيم هواري بومدين، الذي خلد اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الجزائر الحديثة، حيث تمكن ابن قالمة المولود بتاريخ 23 أوت 1932، من دخول التاريخ الجزائري في عز شبابه، عن طريق المسؤوليات الكبيرة التي تقلدها خلال الثورة، ودوره الكبير في بناء “جيش الحدود” الذي كان له دور كبير في تنظيم مؤسسة الجيش بعد الاستقلال.

كما أن بومدين الذي يؤكد كل من عاصره بأنه لم يكن مجرد رئيس بل زعيما حقيقيا، وملهما يملك مشروعا ورؤية للأمة الجزائرية التي خرجت لتوها من استعمار مدمر أتى على الأخضر واليابس، وهي النظرة التي شرع في تطبيقها مباشرة بعد اعتلائه سدة الحكم، عقب التصحيح الثوري سنة 1965، وسنه لا تتجاوز 33 سنة.

واختار الراحل الاشتراكية منهجا اقتصاديا واجتماعيا لإنصاف أبناء الجزائر الفقراء، الذين حرموا من خيرات البلاد حسبه، والتي تم تجسيدها عبر سلسلة من الثورات في عدة قطاعات، استهلها بالثورة الزراعية والثورة الصناعية والثورة الثقافية التي لم يمكنه الموت من إكمالها، وكان حلمه فيها تعريب المنظومة التعليمية والإدارية للجزائر، وإعادة الهوية الجزائرية، الأمر الذي أزعج كثيرا المستدمر القديم، والذي لم يكن ينظر بارتياح لمخططات الزعيم.

وتمكن الراحل هواري بومدين من افتكاك لقب الرئيس الجزائري الأكثر شعبية، وذلك بسبب مواقفه التي تمكن من تخليدها، ورفعه لاسم الجزائر عاليا في المحافل الدولية، حيث تحول البلد في عهده إلى “قبلة للثوار” حسب وصف القائد الإفريقي “كابرال”، حيث تمكن بومدين من جمع كبار قادة الفكر الثوري وقتها، على غرار فيدال كاسترو، وتيتو وغيرهما، كما أنه أسس للموقف الثابت للجزائر تجاه القضية الفلسطينية، بمقولته الشهيرة “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، بالإضافة على رفضه لاحتلال الصحراء الغربية من قبل المغرب.

ولم يفرط الهواري في الجانب الداخلي، حيث عرفت الجزائر في وقته أحد أفضل فتراتها، حيث تمكن الرجل ورغم حداثة استقلال الجزائر، من تحقيق اكتفاء ذاتي في الإنتاج الزراعي والذهاب نحو التصدير، كما أنه تمكن من جعل الصناعة تشارك بـ20 بالمائة من الإنتاج الداخلي الخام، رغم أنها لا تتجاوز حاليا عتبة 5 بالمائة، وعمل على نشر الفكر والتعليم بين الجزائريين باعتباره سلاح المستقبل.

وتوفي هواري بومدين في 27 ديسمبر 1978 بالجزائر بعد معاناة مع المرض، ألزمه الفراش لأشهر معدودة، وبقي لغزا حتى الآن، نظرا لتدهور حالته الصحية بسرعة، ما طرح إمكانية تعرضه “لاغتيال” عن طريق مواد مسمومة وهي الرواية التي لم يتم تأكيدها من أي طرف.

وأعلن وزير المجاهدين، العيد ربيقة في هذا السياق عن إعداد برنامج خاص لإحياء الذكرى الـ43 لوفاة الرئيس الراحل هواري بومدين بتكليف من السلطات العليا للبلد، مشددا على أن الرئيس بومدين يعد رمزا من رموز الدولة الجزائرية، وهذا البرنامج الخاص سوف يعمل على إحياء ذكراه في نفوس الجزائريين.

وفي رده على سؤال يتعلق بالأفلام المخلدة لبطولات مجاهدي ثورة نوفمبر، ذكر ربيقة بأن برنامج الحكومة يتضمن المساهمة في إنجاز أفلام سينمائية في هذا المجال إضافة إلى أعمال مطبوعة وتنظيم تظاهرات، مشيرا إلى أنه “تم طرح آلية لمتابعة كافة البرامج التي تم إدراجها في مخطط عمل الحكومة، والتي سيتم تجسيدها ووفقا للآليات القانونية المكرسة”.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top