الخميس 25 أبريل 2024

البربرية لهجة عربية !!!…

البربرية
ⓒ البربرية
كاتب صحافي

لم تكن البربرية سوى صفة مثلها مثل العربية، أي أن الأمر يتعلق باللسان وليس بالدم أو بالعرق، ذلك أن العرب يعرفون أنسابهم ويحفظون شجرة أنسابهم، فالله وإن كان قد أنزل الكتاب على نبي من العرب، فلقد نسب كتابه العظيم إلى العربية وليس إلى العرب، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد في هذا الكتاب العربي المبين ما يشير إلى العرب من حيث الجنس أو الدم !.

إن البربر أو البربرية لم تكن سوى ظاهرة صوتية، ولقد ذكر ابن منظور في قاموس لسان العرب أن البربرة تعني الثرثرة، وتورد بعض المعاجم العربية القديمة أن فعل بربر أو يبربر يعني تكلم بكلام غير مفهوم، والكلام غير المفهوم يكون مقارنة بالكلام العربي الفصيح، أي أن الأمر يتصل بالكلام أو باللسان وليس بالعرق أو بالجنس أو بالدم، على الرغم من أن القبائل العربية في شبه الجزيرة قد كانت تطلق هذه التسمية أي البربر على غيرهم من السكان من القبائل الأخرى خاصة تلك التي كانت تستوطن المغرب، أي أنهم بربر بالنسبة إليهم، فهم أي البربر يتكلمون كلاما لا يفهمونه، مثله مثل الكلام الذي تتكلمه قبائل عربية أخرى في شبه الجزيرة العربية، مما يعني في النهاية أن البربرية ليست سوى لهجة من اللهجات العربية القديمة.

وبالرجوع إلى العلامة المؤرخ وعالم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون، فإنه يوثق شجرة نسب القبائل البربرية ويرجعها إلى أصلها العربي، بل إن الرسول الكريم الذي أنزل عليه الله كتابه العظيم بلسان عربي مبين والذي أتاه جوامع الكلم، قال لا فرق بين عربي وأعجمي، والعالم يومئذ مقسم بين العرب والعجم، فهل كان البربر من العجم، لا لم يكن الأمر كذلك، فالقول بأن البربر من أصول رومانية لم نسمع به إلا بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر ، ولم يكن الأمر كذلك قبل الاحتلال، والأغرب من كل ذلك أن الرومان قد كانوا يطلقون صفة البربر أي الوحوش أو صفة البربرية أي الوحشية على الشعوب العربية، مثلما كانت آثينا اليونانية في زمنها تطلق تلك صفة البربرية على غيرها من الدول الأوربية !!..

ولقد ظلت فرنسا ترى في البربر عربا حتى اهتدت في النهاية إلى النزعة البربرية لتحولها من ظاهرة صوتية أو ظاهرة لسانية إلى قضية عرقية وتخلق منها أزمة هوية تريد من خلالها تفكيك الوحدة الوطنية والترابية للدولة الجزائرية، ومادامت البربرية ظاهرة صوتية أو لسانية، فلقد كان يجب أن يخوض فيها علماء اللسانيات وليس أشباه المثقفين الذين يعانون من مرض الأرطوفونيا !!!..

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top