الجمعة 29 مارس 2024

الأمم المتحدة: الجزائر وجهة مثالية للنازحين الأفارقة

الأمم
ⓒ الأمم

كشف تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الصراعات المسلحة في منطقة الساحل الإفريقي أرغمت خلال السنة الماضية نحو 3 ملايين شخص إلى مغادرة منازلهم والبحث عن ملجأ لهم خارج حدودها، مشيرا إلى أن الجزائر لا تزال من الدول الأكثر استقطابا للاجئين الأفارقة منذ سنوات.

ووفق التقرير ذاته، فقد تحدثت المفوضية عن تنفيذ أكثر من 800 هجوم دموي خلال العام الماضي بالمنطقة، وذلك وفقا لتقديرات الشركاء، وهو ما قالت إنه أدى إلى نزوح حوالي 450 ألف شخص داخل بلدانهم وإجبار 36 ألفا آخرين على الفرار نحو دول مجاورة بما فيها الجزائر، مشيرة إلى أن عددهم تضاعف عشر مرات منذ 2013 أي منذ بداية الصراع المسلح في المنطقة، داعية إلى اتخاذ إجراءات جريئة لإنهاء الصراع وتوفير 307 مليون دولار لصالح هؤلاء النازحين.

وأوضحت المنظمة الأممية أنه في بوركينا فاسو وحدها، ارتفع العدد الإجمالي للنازحين داخلياً إلى أكثر من 1.5 مليون بحلول نهاية العام 2021، ويشكل النازحون داخلياً في بوركينا فاسو ما نسبته ستة من كل عشرة نازحين في منطقة الساحل، أما في النيجر، فتقول المنظمة إن عدد النازحين داخلياً ارتفع في منطقتي تيلابيري وتاهوا بنسبة 53 بالمائة خلال الأشهر 12 الماضية، وفي مالي المجاورة نزح أكثر من 400 ألف شخص داخل البلاد ـ بزيادة قدرها 30 بالمائة عن العام السابق.

وأشارت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن المجتمعات المضيفة واصلت إظهار مرونتها وتضامنها من خلال الترحيب بالعائلات النازحة على الرغم من مواردها الشحيحة، وقال المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين بوريس تشيشيركوف إنهم يواجهون تحديات متزايدة لتقديم المساعدات، وأضاف أن عمال الإغاثة في منطقة الساحل يواجهون الهجمات على الطرق والكمائن وسرقة السيارات، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات جريئة في سبيل دعم بلدان الساحل من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية.

وقالت المنظمة في تقريرها إنها تحث على المزيد من الدعم للمساعدة في إنقاذ الأرواح ومعالجة نقاط الضعف، مشيرة إلى أنه في العام المنصرم لم تتم تلبية أكثر من ثلث الاحتياجات التمويلية للمفوضية في منطقة الساحل الأوسط، وخلصت إلى التأكيد على أنه من أجل تحقيق استجابة فعالة في العام 2022 فإن المفوضية بحاجة إلى 307 مليون دولار أمريكي.

وتبعا لذلك، كان وزير الداخلية كمال بلجود صرح في وقت سابق، أن ظاهرة تدفق المهاجرين الأفارقة تشغل الجزائر في بعديها الأمني والإنساني، وشدد على أن الجزائر مستعدة وحريصة على توطيد التعاون مع مختلف الشركاء من أجل التحكم الأفضل في تدفق المهاجرين غير الشرعيين، وفق منظور متوازن أساسه التعاون والتضامن مع مراعاة العلاقة بين الظاهرة وعاملي التنمية والأمن لمواجهة تداعياتها على المنطقة.

هذا ووضعت الحكومة آلية من شأنها التكفل بالنازحين الأفارقة من دون تقييد حريتهم أو التعرض لكرامتهم، وفق التقاليد التضامنية مع الجيران والأشقاء، بحيث تسمح خطة العمل التي وضعت بالتنسيق مع وزارات الداخلية والخارجية والدفاع والتضامن بتتبع العدد الحقيقي للنازحين وتحديد سبل تقديم المساعدة لهم.

شارك برأيك

هل سينجح “بيتكوفيتش” في إعادة “الخضر” إلى سكّة الانتصارات والتتويجات؟

scroll top