الاثنين 10 فبراير 2025

يوم القيامة في الجزائر

ⓒ Gen-Armageddon
كاتب صحفي

انتشر اسم الجنرال سوروفيكين، باعتباره “جنرال يوم القيامة”، كالنار في الهشيم في الأيام الماضية، مرتبطا باسم الجزائر بعد الصور التي التقطت له عندنا في وهران، لدرجة أني اعتقدت أن يوم القيامة سيكون في الجزائر، خاصة وأن ظهور “جنرال يوم القيامة” في الجزائر، جاء للترويج لفكرة أنه “جزار سوريا”، وبعد فترة غياب طويلة له ارتبطت بمحاولة انقلاب فاغنر، وما تبعه من مقتل زعيمها بريغوجين، والحقيقة أن كل هذا التهويل ليس إلا من صناعة الإعلام الغربي الذي يتعامل بانتقائية شديدة مع جنرالات الروس الذين أذاقوهم الويلات في أوكرانيا بعد أن كان سوروفيكين واحدا من أسباب إفشال الهجوم المضاد الأوكراني بدعم مطلق وكامل من حلف الناتو، بينما لا يتحدث إطلاقا عن جنرالات أمريكا وفرنسا وبريطانيا و”إسرائيل” وغيرها من كبار المجرمين الذين مارسوا المجازر ضد الإنسانية في مختلف بقاع العالم، بينما يخفي هذا التهويل، حجم الرعب الذي يتملك الغرب من وجود هذا الجنرال تحديدا بالجزائر، بالنظر إلى إمكانية ارتباط ذلك بالخطط العسكرية المشتركة بين روسيا والجزائر في إفريقيا لمواجهة الخطط الغربية المضادة للهيمنة والسيطرة.

الفايدة:

أن وجود سوروفيكين في الجزائر لا يعني أن يوم القيامة سيكون في الجزائر، بقدر ما أن الجزائر باتت رمانة الميزان في العالم، ويكفي أن يقترن هذا التواجد للجنرال الروسي، بلقاء السفيرة الأمريكية في الجزائر إليزابيث مور أوبين بالرئيس تبون قبل سفره إلى الولايات المتحدة، وقبلها مكالمة مدير السي آي أيه ويليام بيرنز مع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي السعيد شنقريحة، حتى تتضح الصورة أكثر.

والحاصول:

لقد صارت الجزائر نقطة تواصل رئيسة بين الشرق والغرب، وهي في الميزان الجيوسياسي لاعب لا يمكن الاستغناء عنه لا من موسكو ولا من واشنطن، وكل ما يحصل الآن هي إرهاصات النهوض الكبير للجزائر، أما يوم القيامة فلا يعلمه سوى الله، ولا يمكن أن يرتبط أو يقترن بأي شخص مهما كانت رتبته العسكرية.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top