تكاد مدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري أن تتحول إلى عاصمة للقارة الإفريقية الثائرة بل لكافة الشعوب الإفريقية خاصة تلك التي ثارت في وجه الاستعمار الفرنسي الذي ما إن خرج من الباب حتى عاد إلى إفريقيا من النافذة، بل إن التاريخ يكون قد أثبت في الكثير من الأيام أن الاستعمار الفرنسي لم يخرج أبدا من إفريقيا!.

يجدر بالمدينة الجزائرية وهران وهي تحتضن أشغال الدورة الحادية عشرة للسلم والأمن في إفريقيا والتي تحمل عنوان مسار وهران، أن تتحول إلى عاصمة إفريقية للثورة ضد الظلم والهيمنة والإقصاء والتخلف الذي تركه الاستعمار الأوربي وخاصة الاستعمار الفرنسي البغيض الذي جعل من الجزائر بوابة فرنسا الاستعمارية، ولعل ذلك ما يكون قد أفصح عنه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من خلال كلمته الافتتاحية لهذا الحدث السياسي الإفريقي حيث قال في كلمته (إن القارة الإفريقية التي عانت تاريخيا من الاضطهاد والظلم والتهميش، لن تقبل بأن تكون ضحية للانتقائية الجديدة التي تمارسها القوى الكبرى وريثة الدول الاستعمارية)، ويكفي أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة لتفضح الجزائر من خلالها الانتقايئة الغربية التي راحت تكفر بالشرعية الدولية لتحل محلها شرعية قانون الغاب وحكم القوي على الضعيف!.

إن الجزائر ذات العمق الإفريقي والتي كانت الملاذ الوحيد للثوار والشعوب الإفريقية الثائرة من أجل الحرية والتحرر من الهيمنة الإفريقية، يمكنها أن تجعل من مسار وهران ذلك الطريق الذي يكنس الاستعمار أو بقايا الاستعمار أو أذنابه خاصة وأن كل الشعوب الإفريقية قد تحرك شبابها ضد الوجود الفرنسي، فنعم الحراك الإفريقي ضد الوجود الفرنسي في إفريقيا الثائرة!!!…