الاثنين 19 مايو 2025

“هوارية” وغزة الأبية

هوارية

رواية إنعام بيوض "هوارية" خلال تتويجها بجائزة آسيا جبار

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

أشعر بكثير من الوجع والخجل أيضا، وأنا أتابع كجزائري المعركة المفتعلة و”التافهة” التي أشعلها البعض حول رواية إنعام بيوض “هوارية”، الفائزة بجائزة آسيا جبار التي ترعاها سيفيتال، في وقت يخوض فيه الرجال أشرف معارك الأمة على الإطلاق في غزة ضد مشروع استئصال الدين والعرض.

والمثير للتقزز أكثر أن المعركة المفتعلة عندنا تدور حول الأبعاد “الإيروتيكية” للرواية، وما تحمله من عبارات خادشة للحياء لا يجتمع حولها اثنان، بين مؤيد بلا حياء ومعارض غرق بدوره في مستنقع أريد للجميع أن يغرقوا فيه، ليتحقق الهدف الأكبر من هذه “الحيحاية”، وهو إلهاء الناس عن قضيتهم المصيرية، تماما كما تفعل الماريخوانا والزطلة ومباريات كرة القدم ومهرجانات الرقص التي تم تأجيلها في الجزائر نصرة لغزة، لكن نسي الجميع تأجيل باقي التفاهات الأخرى.

الفايدة:

لا تثار المعارك الأدبية الراقية عندنا إلا نادرا، وعندما تثار لا تكون إلا في دوائر مرتبطة بالأدب الذي يعاني “قلة في الأدب”، لكن أن تنخرط النخبة المثقفة وأن تجر معها باقي العوام إلى مستنقع بهذا المستوى من الانحطاط، بينما إخواننا يموتون قصفا وجوعا، فهذه هي الردة بعينها، وهذا هو النكوص الذي لا يشرف فاعليه.

والحاصول:

كان يمكن أن نقبل الوضع لو أننا انتقلنا من مسلسل “البراني” إلى رواية “هوارية”، لكن الفاجعة أننا ننتقل دون شعور من الكثيرين من غزة الأبية إلى هوارية بهالاتها الجنسية، وهنا السقوط الكبير من الحديث عن أبطال في مستوى عصر الصحابة، ومعارك تنافح الفتوحات الإسلامية، ونساء خنساوات تجاوزن في صبرهن وعطائهن كل الحدود، وأطفال يرسمون بدمائهم طريق القدس، إلى الحديث عن أوجاع الطمث وحفاظات النساء، “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top