الاثنين 10 فبراير 2025

مكتبة بن باديس !!!…

باديس

تسليم مكتبة العلامة بن باديس إلى جامع الجزائر

ⓒ ح.م

أهدت عائلة عبد الحميد بن باديس بمناسبة ذكرى وفاته المصادفة للسادس عشر من شهر أفريل، مكتبته الشخصية إلى جامع الجزائر، ولقد استغربت من بعض مثقفي مدينة قسنطينة يستهجنون ذلك ومنهم من راح يتباكى على ذلك باعتبار أن جامعة قسنطينة أولى بمكتبة ابن البلد، على الرغم من أن مثل هذا الأمر شأن عائلي.

ولقد أعجبني الأستاذ محمد رباعة صاحب مجلة القبس الإلكترونية والذي قد أهدى المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية لمدينة بومرداس وليس لمدينة الخروب أو مدينة قسنطينة مسقط رأسه، مجموعة كبيرة من المجلات الجزائرية والعربية، ولقد كتب في هذا السياق يقول: (لماذا لم تهد مكتبة ابن باديس جامعة قسنطينة، وأهديت جامع الجزائر؟ سؤال فيه رائحة الجهوية والعنصرية) وأضيف إلى قول الأخ محمد رباعة إننا للأسف الشديد قد صرنا نقزم رموزنا الوطنية إلى درجة أننا نجعل منهم رموزا دشراوية عندما نحتكرهم في مسقط رأسهم، فنسمي باسمهم المدارس والثانويات والجامعات والمطارات والمستشفيات التي تقع في المدن التي ولدت بها تلك الشخصيات الدينية والثقافية والعلمية والتاريخية والثورية، وما نقوله عن الشيخ عبد الحميد بن باديس نقوله عن الشيخ البشير الإبراهيمي وعن الأمير عبد القادر والحاج أحمد باي والحاج أحمد مصالي وأحمد بن بلة وآيت أحمد وهواري بومدين والشادلي بن جديد ومحمد بوضياف ومصطفى بن بولعيد والعربي بن مهيدي وغيرهم.

إنني على رأي الدكتور محي الدين عميمور الذي يطالب بنقل رفاة أبي الأمة الزعيم التاريخي مصالي الحاج من تلمسان إلى مقبرة العالية بالجزائر العاصمة لكي يدفن إلى جانب قادة الجزائر في مربع الشهداء، فإنني كذلك أكاد أطالب بنقل رفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس من المقبرة العائلية في أعالي مدينة قسنطينة إلى مقبرة العالية لكي يدفن إلى جانب الشهداء، ذلك أن الشيخ عبد الحميد ليس ملك عائلة ابن باديس وليس ملك مدينة قسنطينة بل إنه ملك الجزائر وكل ما ملك هو ملك الجزائر وليس المكتبة فقط ، ويكفي أن الشيخ عبد الحميد بن باديس قد تساءل ذات يوم في مقالة تحت عنوان لمن أعيش، فرد : أعيش للإسلام والجزائر.

خلاصة القول، والجزائر تحتفي بيوم العلم من كل سنة، أن نقل مكتبة الشيخ عبد الحميد بن باديس هذه السنة من مدينة قسنطينة العريقة إلى جامع الجزائر بمدينة المحمدية شرق الجزائر العاصمة والذي يفضل الجزائريون تسميته بالجامع الأعظم، هو تشريف وتعظيم وتكريم لهذا العالم العليم، حتى لا تأكل الأرضة هذه الكتب القيمة ولا تترك منها سوى كلمة “باسمك اللهم”.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top