كوارث التوجيه التربوي!.
يوجه أصحاب المعدلات الدراسية الضعيفة من الإكمالية للثانوية، إلى الشعبة الأدبية والعلوم الإنسانية. وعندما ينجح هؤلاء في شهادة البكالوريا نجدهم يدرسون في كليات الشريعة والقانون والصحافة والسياسة والاقتصاد وعندما يتخرجون، يصبح منهم الأساتذة والمعلمون والأئمة والصحفيون والقضاة والمحامون!.
وعلى العكس من ذلك، فإن أصحاب المعدلات العالية من المتفوقين الأوائل عند نهاية مرحلة التعليم المتوسط يوجهون إلى المواد العلمية والرياضية عند الانتقال إلى التعليم الثانوي. ومن الطبيعي، أن يزاول المتفوقون العلميون والرياضيون دارستهم الجامعية في التخصصات العلمية والرياضية والتكنولوجية، ولكنهم عندما يتخرجون بشهاداتهم العلمية يجدون أنفسهم في حياتهم المهنية يشتغلون في قطاعات لا علاقة لها بتخصصاتهم الجامعية، ومن ذلك تدريس اللغة العربية خاصة في المدارس الابتدائية!!..
وللأسف، إذا كان يفترض، أن أصحاب المعدلات الدراسية الضعيفة الذين يوجهون إلى الشعب الأدبية والإنسانية هم الذين يقبلون في التعليم الابتدائي، وخاصة في مادة اللغة العربية فقد أصبح يزاحمهم في ذلك، أصحاب المواد العلمية والرياضية والتكنولوجية وخاصة أولئك الذين لم تكن العربية لغة تدريسهم، فكيف يدرّس العربية من لا يعرف تكوين شبه جملة. وفي النهاية، فإن المنظومة التربوية تكون قد انتقلت من الفشل في توجيه التلاميذ والطلبة في الدراسة إلى الفشل في توجيه المعلمين والأساتذة إلى التدريس!!!…