الأحد 19 يناير 2025

قناة فرنسية تعرض للأطفال رسومًا متحركة لتاريخ الجزائر!

قناة

القائمون على السلسلة الموسومة "القصبة الصغيرة" حاولوا تنفيذها وفق أسلوب قصصي "جذاب" لسرقة انتباه الأطفال

ⓒ ح.م
  • سلسلة "القصبة الصغيرة" تتناول قصة أربعة أطفال ينتمون إلى مختلف المجتمعات في الجزائر

يبدو أن فرنسا التي فشلت بالأمس إبان الفترة الاستعمارية في تنصير المجتمع الجزائري وطمس قيمه الاجتماعية وقتل حضارته وعاداته وتقاليده واصطدمت بصخرة العقيدة القوية الراسخة لدى الشعب الجزائري الذي رفض سياسة التبشير، بل وازداد إصرارًا على الصبر على دينه وعقيدته الإسلامية، تحاول اليوم تلقين أطفالها قيم وتاريخ الجزائر وتعليمها كنموذج تربوي سليم، حيث أطلقت قناة “فرانس تي في” مؤخرًا سلسلة جديدة تحمل عنوان “القصبة الصغيرة”، وهي عبارة عن رسوم متحركة تسرد قصص الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي وتمنح ما يصفونه في السلسلة “فهمًا أعمق لواقع الجزائر في الخمسينيات من القرن الماضي”.

تفاصيل السلسلة!

حاول القائمون على السلسلة الموسومة “القصبة الصغيرة” تنفيذها وفق أسلوب قصصي “جذاب” لسرقة انتباه الأطفال، لا سيما الأطفال دون سن السادسة إلى العشر سنوات.

كتب السلسلة كل من أليس كاري وكاتبة الروايات أليس زينيتير، وقام بإخراجها أنطوان كولوم.

تتناول السلسلة قصة أربعة أطفال ينتمون إلى مختلف المجتمعات في الجزائر، “مما يعكس تنوع الثقافات في البلاد”.

والغريب أن السلسلة تُظهر الألوان الزاهية والتفاصيل الراقية التي عكست الحياة اليومية في الجزائر خلال تلك الحقبة الاستعمارية المريرة، ما يثبت أن المجتمع الجزائري كان متمسكًا بأصالته وعراقته رغم أنف الاستعمار الذي حاول اغتيال كل تلك التفاصيل الجميلة، ولأنها تفاصيل لا تموت فقد بقيت تتنفس وتنتعش، بل وتتوسع وتمتد لتصل إلى بيوت الفرنسيين اليوم. ولتصبح نموذجًا حديثًا لتربية أطفالهم على القيم الجزائرية الاصيلة الجميلة.

الأبعاد الثقافية!

ولهذا نجد كاتبة السلسلة أليس زينيتير، تقول إن الرسوم المتحركة هذه “ليست مجرد ترفيه للأطفال، بل لها أبعاد أخرى تسهم في تعزيز الحوار بين الأجيال. من خلال استعادة ذكريات الأجداد.. وتساهم “القصبة الصغيرة” في ربط الأجيال الجديدة بتاريخ الجزائر، مما يعزز الوعي التاريخي لدى الأطفال. وتفتح السلسلة المجال لمناقشة الهويات المتعددة وأصول سكان الجزائر، في زمن كانت فيه هذه المجتمعات تتعايش معًا رغم التوترات السياسية!”.

التعليم والتوعية!

امتدت تأثيرات “القصبة الصغيرة” إلى خارج الشاشة، حيث تم تطوير مجموعة من المواد التعليمية على منصة Lumni.fr.

تتضمن هذه المواد ستة وحدات تعليمية تركز على الشخصيات الرئيسية في السلسلة وتاريخ الجزائر. “يساعد هذا النوع من التعليم الأطفال على فهم التحديات التي واجهها بلدهم وكيف ساهمت الهجرات المختلفة في تشكيل الهوية الجزائرية”، يقول تعريف موقع Lumni.fr بالرسوم المتحركة.

فرانس تيفي والمستقبل الأكثر وعيًا وتسامحًا مع الجزائر!

أما قناة فرانس تيفي، فهي سعيدة جدًا بهذا الإنجاز الموسوم بـ”القصبة الصغيرة”، وعلقت في صفحتها بأنها” تسهم في تقديم رؤية متجددة لتاريخ الجزائر، وتفتح آفاقًا جديدة للتعليم والثقافة في البلاد. إن هذه المبادرات تمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز الوعي التاريخي والثقافي لدى الأجيال، مما يسهم في تشكيل مستقبل أكثر وعيًا وتسامحًا”.

هذا ما نسيت الرسوم المتحركة أن تعلمه لأطفال فرنسا!

لكن يبدو أن القائمين على هذه الرسوم المتحركة التي تحاكي جزءًا مجهريًا من تاريخ الجزائر، قد نسيت أو بالأحرى تجاهلت الجرائم التي مورست على الأطفال الجزائريين من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية خلال فترة احتلال الجزائر، وكيف قامت الإدارة الفرنسية بالتضييق على الأطفال من خلال السيطرة على الجانب التعليمي والديني، للقضاء على الهوية الوطنية ومحاولة تنصير المجتمع الجزائري باستغلال هذه الفئة من المجتمع، فشيدت دورًا للأيتام ومدارس للأطفال تلقن النصرانية، بالإضافة إلى تعرض الأطفال إلى أبشع طرق التعذيب والقتل بعد مشاركتهم في النضال الجزائري كمظاهرات 08 ماي 1945، وهذه الصور هي وحدها ما يمثل ذكرى فرنسا في الجزائر، ولايمكن لسلسلة من الرسوم المتحركة أن تحاول التقليل من حجم جرائم فرنسا المرتكبة ضد الجزائريين أثناء الاحتلال أو أن تمحو تلك الذاكرة المعقدة أو تداوي الجراح العميقة التي لا تزال تنزف حتى بعد استقلال الجزائر.

@ آلاء.ع

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top