فلسطين قضية دفاعية
جرت العادة وبئس العادة أن يجتمع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الشؤون الخارجية للدول العربية، وفي كل مرة تتصدر القضية الفلسطينية جدول الاجتماعات، وكما جرت العادة وبئس العادة تنتهي الاجتماعات بالبيانات ولا شيء سوى البيانات، ولكن على الأقل أن الجامعة العربية قد كانت في السابق تندد بالاحتلال، ولكنها قد أصبحت تندد بالمقاومة!.
لقد صدق من قال إن القضية الفلسطينية قد أصبحت قضية خارجية أو قضية أجنبية مادامت هذه القضية الفلسطينية تناقش على مستوى وزراء الخارجية العرب، فهي قضية مثل كل القضايا الخارجية بالنسبة إلى الدول العربية، في حين أن القضية الفلسطينية هي في الحقيقة قضية داخلية مادامت تمس بالأمن القومي الداخلي، وهذا ما جعل الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية مثلما يقول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وذلك ما جعل الجزائر تقف مع فلسطين ظالمة أو مظلومة كما قال الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين.
ولكن على العكس من ذلك فإن الدول العربية لا ترى في القضية الفلسطينية قضية داخلية إلا من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الفلسطينية فتناصر هذا الفصيل السياسي على حساب الفصيل الآخر، في الوقت الذي كان عليها أن تقف مع مختلف الفصائل الفلسطينية على مسافة واحدة!!..
إن القضية الفلسطينية أيها العرب ليست بالقضية التي تدرس على مستوى وزراء الشؤون الخارجية لجامعة الدول العربية التي لم تعد سوى وكالة سياحية، بل إن القضية الفلسطينية يجب أن تناقش على مستوى وزراء الدفاع، نحن في حالة حرب، وهي تحتاج إلى بيانات عسكرية وليس إلى بلاغات سياسية، إن فلسطين ليست قضية دفاعية فقط بل هي أيضا قضية هجومية!!!…