الاثنين 10 فبراير 2025

فرنسا: فقدان الجزائر في سوق القمح خسارة كبيرة!

فرنسا

العلاقات الدبلوماسية المتدهورة بين الجزائر وفرنسا أثرت بشكل كبير على صادرات الحبوب الفرنسية

ⓒ ح.م
  • حالة من الأسف والارتباك بالأوساط الزراعية الفرنسية

تسود حالة من الأسف والارتباك، في الأوساط الزراعية في فرنسا بعد قرار الجزائر بإغلاق أبوابها أمام القمح الفرنسي، مما يعكس التوترات المستمرة بين البلدين.

فقد كانت الجزائر، على مر السنين، واحدة من الأسواق الرئيسية التي تعتمد عليها فرنسا في تصدير منتجاتها الزراعية، وخاصة القمح. الآن، ومع تزايد المنافسة من دول أخرى، تشعر فرنسا بالقلق من فقدان مكانتها في هذا السوق الحيوي.

يظهر هذا الوضع المخاوف المتزايدة من أن الجزائر، التي تتمتع بإنتاج زراعي متنوع وقوي، قد تتجه نحو شراكات جديدة، مما يهدد بقاء فرنسا في موقعها التقليدي.

إن حسرة فرنسا في هذه المرحلة تعكس قوة الجزائر وقدرتها على إعادة تشكيل علاقاتها التجارية، مما يجعل الجزائر في موقف مشرف يعكس استقلالها ونجاحها في تأمين مصالحها الاقتصادية.

تدهور العلاقات الدبلوماسية

أثرت العلاقات الدبلوماسية المتدهورة بين الجزائر وفرنسا بشكل كبير على صادرات الحبوب الفرنسية، وخاصة القمح بحسب تحليل لموقع France agricole.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في نهاية هذا الأسبوع، أشارت المسؤولة المعنية بالاستشارات الاقتصادية، “كلمنس لينوار”، إلى أن الجزائر أصبحت “مغلقة تمامًا” أمام القمح الفرنسي. وتعكس هذه الوضعية التوترات المستمرة التي بدأت تؤثر على التجارة بين البلدين.

وضع السوق

حافظت فرنسا على توقعاتها لصادرات القمح إلى الدول الأخرى عند 3.5 مليون طن للسنة الزراعية 2024-2025، وهو أدنى مستوى منذ عام 2000. يُثير هذا الانخفاض قلقًا كبيرًا بين المنتجين والمصدرين الفرنسيين الذين يخشون فقدان المزيد من حصة السوق. ويعتقد البعض أن الوضع قد يتدهور أكثر في السنوات المقبلة، حيث من غير المحتمل والبعيد أن تتحسن العلاقات بين الجزائر وفرنسا في أي وقت قريب، حسب France agricole.

فقدان الجزائر في سوق القمح خسارة كبيرة!

من جهته صرح “فيليب هيوزيل”، الأمين العام لرابطة منتجي القمح، للموقع ذاته ، بأن فرنسا تفقد حصصًا كبيرة في السوق بسبب تزايد المنافسة، خاصة من دول شمال إفريقيا.

والجزائر، التي كانت سوقًا تقليديًا للقمح الفرنسي، تمثل خسارة كبيرة. وأكد هيوزيل أن استعادة الثقة مع العملاء ستكون مهمة صعبة، خاصة بعد الأزمات الماضية.

العوامل الاقتصادية

تشير التقارير إلى أن الصين، التي كانت تمثل أكثر من 60 في المائة من صادرات القمح الفرنسية، أصبحت غائبة عن السوق منذ بداية الحملة الزراعية الحالية. ساهم ذلك في تقليل توقعات صادرات الشعير الفرنسية إلى 1.9 مليون طن، بعد أن كانت 3.8 مليون طن في السنة الماضية.

وحسب قراءة لموقع France agricole ، يبدو أن السوق الأفريقية أصبحت الوجهة المفضلة للصادرات الفرنسية، حيث يزداد الطلب على الشعير بدلاً من الحبوب.

التوقعات المستقبلية

مع توقع ارتفاع مخزونات القمح إلى 1.61 مليون طن بحلول نهاية حملة 2024-2025، يشعر المنتجون الفرنسيون بقلق متزايد بشأن مستقبلهم في السوق.

وتظهر التطورات الأخيرة أن فرنسا بدأت تشعر بخسارة الجزائر كسوق رئيسي للقمح، ومع تزايد التحديات أمام المنتجين الفرنسيين لاستعادة تلك الحصص. يطرح موقع France agricole هذا السؤال المصيري: هل ستتمكن فرنسا من استعادة مكانتها في السوق الجزائرية، أم ستظل الفجوة تتسع أمام المنافسين الجدد؟.

@ آلاء عمري

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top