لم يقل الصحفي الفرنسي جان ميشال أباتي وهو يتحدث عن الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر سوى الحقيقة، والحقيقة هي ما يشهد به الأعداء قبل الأصدقاء، والحقيقة أن سلطة ضبط السمعي البصري الفرنسية وهي توقف هذا الصحفي عن العمل، فهي تؤكد أنها لم تعد تسمع ولا ترى الحقيقة التي تجعل القلوب أو البصيرة تعمى قبل الأبصار!

مازالت فرنسا من سنة إلى أخرى تحيي ذكرى العديد من المجازر التي ارتكبتها قوات الجيش الألماني في فرنسا من الحرب العالمية الأولى إلى الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من وحشية الجرائم التي ارتكبتها ألمانيا في فرنسا، فإن الصحفي الفرنسي جان ميشال أباتي قد راح يصدح ويصدع بالحقيقة المرة والتي تتمثل في الجرائم البشعة التي ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري  في أثناء احتلالها للجزائر، فلقد قال هذا الصحفي إن فرنسا قد فعلت ذلك مئات المرات في الجزائر، بل ولم يتردد في القول “إن النازيين تصرفوا مثلنا” عندما راح أحد الصحفيين يسأله عما إذا كنا قد تصرفنا مثل النازيين!!..

إن التاريخ يظلم ألمانيا عندما يصفها بالنازية، ذلك أن فرنسا تكون قد سبقت فرنسا إلى الجرائم الوحشية والمجازر الجماعية عندما احتلت الجزائر، ففي الأيام الأولى أبادت قبيلة العوفية في الحراش عن بكرة أبيها، قبل أن تصل إلى جبال الظهرة وأولاد رياح والزعاطشة وسطيف وقالمة وخراطة، نعم إن فرنسا كانت قد سبقت ألمانيا إلى المجازر الجماعية بل إن فرنسا سبقت ألمانيا إلى النازية، وليست فرنسا سوى فرنسا النازية!!!…