الاثنين 10 فبراير 2025

غزة والمثبطون

غزة

بعد أن عرى طوفان الأقصى النظم العربية المتخاذلة والمتآمرة تريد زبانية هذه النظم وذبابها اليوم أن تتلاعب بنتيجة المعركة بما يخدمها

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

بينما يرتقب العالم إسدال الستار على أفظع مجزرة في التاريخ الحديث في غزة، بإعلان صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تخرج الأصوات والسكاكين التي لطالما طعنت المقاومة في ظهرها، لتبدأ سمفونية النحيب والتشكيك في نتائج الحرب بوصف ما وقع بأنه هزيمة للفلسطينيين وانتصار للكيان، بدعوى أن “طوفان الأقصى” كان خطأ استراتيجيا، وأن استعادة بعض المساجين من سجون الاحتلال، لا يبرر تدمير القطاع وقتل وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إنهم يتحدثون ودموع التماسيح في أعينهم، أن الفاتورة كانت باهظة جدا، وأنه ما كان لهذه الحرب أن تندلع لولا تهور حماس وقادتها، وليس خافيا أن جل هذه الأصوات قادمة من دول التطبيع العربية، ومن داخل سلطة أوسلو، وهي القوى تحديدا التي باتت تحاول عرقلة الوصول إلى اتفاق تهدئة في غزة، إلا بشرط إقصاء حماس من إدارة غزة، ونزع سلاحها ومنعها من أموال إعادة الإعمار.

الفايدة:

بينما تبكي الصهيونية خسائرها في غزة، وتعتبر الاتفاق المرجح إعلانه بمثابة هزيمة منكرة للكيان، وضربة للأمن القومي الإسرائيلي، لكون الصفقة المرتقبة أنهت كلية حلم “النصر المطلق” الذي حدده نتنياهو، وأسقطت بالمجمل أهداف الحرب المعلنة بما فيها القضاء على حماس، يخرج المتآمرون والمثبطون كعاتهم، أولئك الذين ظلوا طوال زمن العدوان صامتين عن المجزرة، ليعلنوا رفضهم أي حديث عن النصر، فقط لأن من حققه هو حماس التي يكرهونها.

والحاصول:

بعد أن عرى طوفان الأقصى النظم العربية المتخاذلة والمتآمرة، تريد زبانية هذه النظم وذبابها اليوم، أن تتلاعب بنتيجة المعركة بما يخدمها، والحديث الساقط عن الفاتورة المرتفعة التي دفعها الشعب في غزة، بينما نسوا الدرس الكبير الذي قدمته الجزائر حين دفعت ملايين الشهداء قربانا لحريتها، وعلى هؤلاء أن يستحوا، وأن لا يواصلوا لعبتهم المقرفة، في تثبيط الأمة زمن الحرب وبعدها، فقد سئمنا سماع هذه الصوات النشاز وحق ربي.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top