عن “وحدة الساحات”
لا أدري الآن، وبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحزب الله، بشروط الكيان تقريبا، حيث سيتعين على الحزب الانسحاب إلى حدود نهر الليطاني كما نص القرار الأممي 1701، مع تفكيك بنيته العسكرية على طول الحدود مع الكيان، من دون النظر أو ربط الاتفاق بوقف إطلاق النار في غزة، كما كانت مطالب الحزب منذ بداية المواجهات، لا أدري هل بقي أي معنى للحديث عن مصطلح “وحدة الساحات” الذي يفترض أنه يجمع مقاومات المنطقة من غزة إلى لبنان واليمن والعراق وحتى سوريا وإيران؟ أم أن الضربات الموجعة التي تعرض لها خاصة بعد ضربات “البيجر” واغتيال قادة الصف الأول منه وفي مقدمتهم زعيمه حسن نصر الله، والضغوط الداخلية والخارجية، هي من كانت كفيلة لكي يتخلى الحزب عن ربط معركته في شمال الكيان بما يحدث في غزة، أم أن الخذلان العربي غير المسبوق لغزة ولبنان هو ببساطة من أجبر الحزب على التراجع، وترك غزة لمصيرها حماية لما تبقى له من قوة داخل لبنان؟.
الفايدة:
الأكيد أن الحزب اللبناني، اختلفنا معه أو اتفقنا، قد أبلى بلاء حسنا في مناصرة أهل غزة بما استطاع، وأن خيانة الحكومات العربية خاصة منها المطبعة، هي السبب الرئيس في هذه النتيجة، التي ستفرض على الحزب الامتناع من الآن فصاعدا عن تقديم يد العون لغزة، لتترك غزة وحدها لمصيرها المحتوم، تماما كما أمرت أمريكا وتريده “إسرائيل”.
والحاصول:
ربما تكون “وحدة الساحات” الآن قد سقطت بالفعل، بعد تراجع حزب الله إلى ما وراء الليطاني، لكن ذلك لم يكن ليحدث أبدا لولا تكاتف “وحدة الخيانات” في المقابل، والتي توحدت فيها حكومات العار والتطبيع صفا واحدا، لإنقاذ “إسرائيل” من تداعيات هزيمتها التاريخية بعد طوفان الأقصى، ومثلما سجل التاريخ في الماضي من سلم فلسطين والقدس لليهود، سيسجل مستقبلا من خذل غزة ومن نصرها بما استطاع.