صفر ورقة!!!…
أصبحت الظاهرة تتكرر من سنة إلى أخرى، فما إن ينهي التلاميذ امتحانات الفصل الثالث والأخير حتى تراهم يسارعون إلى تمزيق الكراريس ويرمون بها إلى الشوارع التي تكاد تصبح بيضاء مثل الثلج ونحن في فصل الصيف، فيا لها من صورة كاريكاتيرية عجيبة، ولكن لماذا العجب والتعجب الذي لا نملك معه سوى علامات التعجب!.
بكل تأكيد، فإن ظاهرة تمزيق الكراريس من طرف التلاميذ عند نهاية كل عام دراسي، سلوك غير أخلاقي وغير تربوي بل هو قبل كل شيء سلوك غير حضاري، فالظاهرة المتكررة من سنة إلى أخرى قد أصبحت تحتاج إلى دراسة علمية من قبل علماء النفس والتربية والأخلاق من أجل تشخيص الداء وتقديم الدواء، وذلك قبل أن نلقي المسؤولية على التلاميذ والأساتذة والأولياء، وإن كان كل واحد من هؤلاء يتحمل نصيبا من المسؤولية.
ومهما تكن الأسباب، فإن الظاهرة تؤكد أن التلميذ قد أصبح يكره المدرسة ويتجلى هذا الكره في هذا السلوك العدواني الذي يجعله يمزق الكراريس عند نهاية السنة، وللأسف لم يعد التحصيل العلمي يهم التلميذ، بل الذي أصبح يهمه هو العلامة الجيدة والانتقال من سنة إلى أخرى، بل إن العلامة قد أصبحت أيضا تهم الأولياء، وعندما أدركت الوصاية التربوية ذلك، عمدت إلى سلم تنقيط يسهم بطريقة آلية في تضخيم نتائج الامتحانات، فهل من المقول أن التلميذ يحصل على علامة عشرة من عشرة في اللغة العربية وهو لا يعرف الأبجدية!!..
لم يعد من المجدي أن نتحدث عن ثقل المحفظة وحشو البرامج التربوية حتى كاد وزن المحفظة يفوق وزن التلميذ، وللأسف ويا للعجب أقول لا تعجبوا من تمزيق التلاميذ للكراريس في نهاية السنة الدراسية ذلك أننا في زمن الرقمنة وصفر ورقة، والنتيجة أننا صفر على صفر، صفر على الشمال وليس على اليمين !!!…